قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الاستاذ خالد البطش، إن تصاعد خيار المقاومة في الضفة رسالة واضحة من أبناء الشعب الفلسطيني بأن المقاومة هي لاستعادة الحق الفلسطيني، مؤكدا أن هذا الخيار هو الكفيل بوقف التمدد الاستيطاني والعدوان المتصاعد في الضفة والقدس.
جاء ذلك في لقاء مع القيادي البطش، خلال برنامج "وحدة الساحات" عبر إذاعة صوت القدس.
واستهل القيادي البطش اللقاء بتوجيه التحية للقادة الشهداء، تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، وخالد منصور قائد المنطقة الجنوبية، ولكل شهداء المعركة الأخيرة الشهيد رأفت شيخ العيد والشهيد سلامه عابد والشهيد زياد المدلل وكل القادة والابناء والبنات الذين ارتقوا في هذا العدوان.
وقال: صمود أهلنا في الضفة وتصديهم للمستوطنين وجنود الاحتلال سيردع العدوان ويوقفه، الضفة الغربية اليوم هي قلب مشروع حماية القدس".
وأضاف القيادي البطش: شباب الضفة والقدس أدركوا أن الطريق الى الحرية والطريق إلى الكرامة يمر عبر المقاومة والجهاد، وهذا يفسر الانتشار الكبير لسرايا القدس في جنين وطوباس ونابلس، إلى جانب حضور كافة الفصائل".
وأكد أن إبراهيم النابلسي هو أيقونة رائعة للمقاومة وأن مشهد والدته عزز الروح المعنوية لكل أبناء المقاومة.
وبيّن القيادي البطش أن رصاصات البطل أمير الصيداوي كانت رسالة قوية في وجه العدو.
وتابع بالقول: العدو بات مرتبكاً وخائفاً من تحرك المقاومة في القدس والضفة استجابة لمعركة وحدة الساحات التي خاضتها المقاومة في غزة، و العدوان الأخير على غزة كان يهدف إلى فصل الساحات و"سرايا القدس" أكدت على وحدة الساحات".
وشدد القيادي البطش على أن محاولات دق الأسافين بين فصائل المقاومة والحاضنة الشعبية جاءت ضمن آليات "فصل الساحات" ، وكذلك ضمن محاولات عزل الجهاد الإسلامي عن حاضنتها الشعبية والوطنية .
وأردف قائلاً: القدس والضفة تؤكدان على وحدة الساحات من خلال العمل المقاوم وبدماء الشهداء النابلسي ورفاقه، ورصاصات أمير صيداوي، بينما العدو الصهيوني وكل أنصار التطبيع في المنطقة يرون في المقاومة الفلسطينية على أرض فلسطين قنبلة موقوتة في مواجهه مشاريع التطويع والسلام المدنس مع هذا المحتل".
وأشار إلى أن العدو يستغل التطبيع العربي لابتلاع الأرض وتهويد القدس، مبيناً أن جوهر المعركة في قلب الضفة الغربية "وبالتالي المطلوب من كل الفصائل الانخراط في المواجهة التي تقودها سرايا القدس في الضفة الغربية".
وأوضح القيادي البطش أن العدو لا يميز بين الضفة وغزة أو القدس، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني كله مستهدف بالعدوان، ومشدداً على ضرورة التوحد وتصعيد من العمل المقاوم وضرب العدو في كل مكان.
وبيّن أن معركة وحدة الساحات جاءت لحماية منجزات سيف القدس، موضحاً أن دماء الشهداء الجعبري ومنصور والزاملي والمدلل والنابلسي وعابد أضحت مشاعل على طريق التحرير والعودة.
وقال القيادي البطش: سرايا القدس بتضحياتها العظيمة والكبيرة وإدارتها للمعركة بحكمة واقتدار شكلت رافعة للعمل المقاوم على طريق النصر إن شاء الله.. نحن أبناء قضية واحدة وشعب واحد وتراب واحد، وأيضاً عدونا واحد وبالتالي معركتنا ومقاومتنا واحدة".
واستطرد قائلاً: نحن نواجه عدواً يمتلك ترسانة كبيرة وسلاحاً نووياً، ومع ذلك نحن لدينا إرادة قوية، والمقاومة تصل تحقيق حالة الردع مع هذا العدو..العدو يضرب في غزة ويغتال الشهداء القادة ويجرم بحق الأطفال، وسرايا القدس ترد عليه بقصف القدس وتل أبيب وغيرها، وكذلك يغتال في نابلس فيرد عليه أمير الصيداوي في القدس، هذه معادلة اشتباك لتثبيت شعار وحدة الساحات".
وأكد القيادي البطش أن سرايا القدس أعلنت الاستنفار العام عندما وصلت أخبار أولية عن وجود عملية اغتيال للشيخ بسام السعدي، وليس لأنه تم اعتقاله وأن حالة الاستنفار بقيت قائمة حتى وصلت تطمينات وتأكيدات عبر مصر والأمم المتحدة بأن الشيخ بسام بخير وبات مصيره معلوماً.
وتابع: الجانب المصري كان يتواصل معنا بشأن إنهاء التوتر، ونحن كنا نتجاوب مع الأخوة المصريين بشكل إيجابي ونشكرهم على كل ما قاموا به من جهد.. تحدثنا مع الأخوة المصريين بشأن إنهاء ملف خليل عواودة حتى ننهي كل عوامل التوتر، باعتبار أن خليل كان ولا يزال في وضع صحي صعب وهناك خطر حقيقي يتهدد حياته".
وأكمل القيادي البطش حديثه: توصلنا إلى صيغة لإنهاء حالة الاستنفار بحيث يقوم الأخوة في مصر مشكورين بالعمل على إنهاء معاناة خليل عواودة..في هذه الأثناء حوّل العدو وبدوافع سياسية وانتخابية هذا الملف كله إلى ملف انتخابي وارتكبوا جريمة وحماقة كبيرة باغتيال الشيخ تيسير الجعبري رحمه الله".
وأشار إلى أن سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية وجدت نفسها أمام استحقاق لا بديل عنه وهو الرد على جريمة اغتيال الشيخ تيسير الجعبري، مضيفاً: لم يكن ممكناً أن تقع هذه الجريمة دون أن تقوم سرايا القدس بالرد وتثبيت معادلات الاشتباك التي حاول العدو كسرها بهذه الجريمة".
وتحدث القيادي البطش عن اتصالات كثيرة تلقتها حركة الجهاد وكان ردها على الجميع بأن لا مجال للحديث في أي قضية سوى الرد على الجريمة، وإطلاق العنان للرد الذي تولت قيادته سرايا القدس.
وقال: سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية قامت بضرب العديد من الأهداف الحيوية والاستيطانية وأحدثت صواريخ السرايا والمقاومة رعباً كبيراً ودماراً في تلك المواقع..سرايا القدس في هذه المعركة أبلت بلاءً حسناً وكل المراقبين والمتابعين شاهدوا وتابعوا آثار ضربات السرايا".
وتابع قائلا: صليات سرايا القدس كانت تتجاوز 100 صاروخ في الصلية الواحدة وهذه الصواريخ سقطت في كل مدن فلسطين المحتلة وأخضعت المستوطنين للحصار".
وقال: لأول مرة في التاريخ يحدث أن تفرض حالة من حظر التجوال والإغلاق الكامل على مستوطنات كبيرة بكاملها وتغلق الشواطئ والشوارع تخلو من أي هدف ثابت أو متحرك" مؤكداً أن سرايا القدس جاهزة للرد على اي عدوان.
وأدان القيادي البطش ما جاء في الإحاطة التي رفعها المبعوث الأممي تور وينسلاند لمجلس الأمن الدولي ولأمين عام الأمم المتحدة حول العدوان على غزة، موضحاً أن هذه الإحاطة انحازت للعدو الصهيوني وشكلت لائحة اتهام للمقاومة الفلسطينية التي تقوم بالدفاع عن شعبها وعن أرضها في وجه العدوان.
وزاد قائلاً: اعتراف العدو عن الإصابات المباشرة التي حدثت في كل من عسقلان وتل أبيب وغيرها من المستوطنات دليل على فعالية الصواريخ وحجم الرعب والأثر الذي أحدثته هذه المعركة في الوعي الصهيوني..هذا الاعتراف بحجم الإصابات والدمار لدى العدو دليل على أن المقاومة حققت نوعاً من توزان الرعب مع الاحتلال ، وهو ما دفع العدو طوال ساعات المعركة أن يستجدي الوسطاء لوقف إطلاق النار".
وشدد على أن سرايا القدس لن تتأخر في الرد على أي عملية اغتيال في الداخل أو الخارج لأي قائد فلسطيني.
وبيّن أن سرايا القدس أطلقت ألف صاروخ خلال ثلاثة أيام، الصواريخ أصابت 220 هدفاً في قلب الكيان الصهيوني، لافتا إلى أن هذه المعركة أحدثت حالة كي وعي في العقل الصهيوني، وشكلت إنجازا كبيرا للمقاومة.
وأكد القيادي البطش أن هذه المعركة كانت رسالة قوية، كون أن فصيلاً فلسطينياً استطاع أن يقاتل العدو الصهيوني لثلاثة أيام متواصلة، وقدّم تأكيداً للعالم العربي والإسلامي على إمكانية هزيمة "إسرائيل".
وقال: في الحرب الروسية مع الناتو على أرض أوكرانيا، الغرب قدم لأوكرانيا مليارات الدولارات، وأنا أسأل الدول العربية عن دعمها العسكري لنا، فقط إيران هي التي قدمت الدعم العسكري لنا".
وأضاف: كلما حققت المقاومة إنجازاً ميدانياً في مواجهة العدو يقوم العدو بمحاولة إلقاء اللائمة على هذه الدولة أو تلك للتقليل من قيمة الصمود الفلسطيني ولذلك تأتي الاتهامات التي كان آخرها لروسيا بأن الصواريخ المصنعة روسياً وصلت للمقاومة الفلسطينية عبر محور المقاومة، السلاح الذي نقاتل به في غزة معظمه سلاح مصنع محلياً، ونحن لدينا الإرادة والعزيمة الكافية لقتال "إسرائيل" بما نملك من أدوات بسيطة".
وأكد القيادي البطش أن من حق المقاومة الفلسطينية أن تتلقى الدعم العسكري والمالي من أي دولة كانت.
وأشار إلى أن ملف الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي في عهدة المصريين والأمم المتحدة، مبيناً أن جهود مصر أثمرت في مرات سابقة وأنهت معاناة أسرى إداريين "ونحن نتابع مع المصريين كافة الجهود المتعلقة بإنهاء معاناة خليل عواودة وننتظر ردهم".
وأكد أن الأسير خليل عواودة وصل إلى وضع خطير، وهذا يتطلب جهداً مكثفاً لإطلاق سراحه.
وبيّن ان الشعب الفلسطيني الذي أخرج من دياره في العام 1948 بغير حق وقدم التضحيات على مدار مسيرة النضال الطويلة، هو الذي أنبت المقاومة الفلسطينية وقدم كل الشهداء.
وقال القيادي البطش: الشعب الفلسطيني هو صاحب القضية، والكل شريك في المقاومة ومن يقاتل ويخوض المعارك هو الشعب الفلسطيني كله...ودعم الصمود الوطني هو مسؤولية الجهات الحكومية في غزة ورام الله، ونحن علمنا وأطلعنا على جهود الأخوة في غزة للقيام بدورهم في إعادة الإعمار وهناك وعد قطري مشكور للقيام بالواجب".
وكشف القيادي البطش عن توجيهات من الأمين العام للحركة القائد زياد النخالة بالتعامل مع جميع الشهداء والجرحى بشكل متساوٍ، والوقوف مع أهالي الشهداء والجرحى، داعياً الحكومة في رام الله إلى القيام بمسؤوليتها تجاه ذوي الشهداء والجرحى.
وأشار القيادي البطش إلى وجود فرق في قوة وكثافة النيران بين معركة صيحة الفجر التي أعقبت اغتيال العدو للشهيد بهاء أبو العطا وبين معركة وحدة الساحات التي أعقبت اغتيال الشهيد تيسير الجعبري والشهيد خالد منصور.
وأوضح أن كل معركة يعقبها استخلاص للدروس وتقييمات مختلفة على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الوطني، وفي كل معركة المقاومة تراكم خبرات وتطور من قدراتها مردفاً بالقول: هذا الأمر نرى أثره من خلال الضغط على الاحتلال ودفعه للاستجابة لشروطنا.. المعركة مع العدو ليست بالضربة القاضية، ولا تقاس الإنجازات بحجم الشهداء، المعركة من أجل الحق، وبمدى قدرتنا على الصمود والاستمرار والدفاع عن الحق والتمسك به.
وشدد القيادي البطش على ضرورة الاستعداد من الآن إلى جولة القتال القادمة التي ستحدث وقتما استدعت الحاجة للدفاع عن أي ساحة أو الرد على أي اغتيال.
وقال نحن نخوض معركة تحرير، وهذه المعركة الآن في طور تثبيت الحق في مواجهة الباطل وتأكيد استمرارية المقاومة وبقاء الصراع...المعارك لا تدور حسب الرأي العام واستطلاعات الرأي".
وحمّل القيادي البطش الاتحاد الأوروبي المسؤولية الكاملة عن استمرار الحصار بسبب صمته ومحاولاته بأن ينوب عن الاحتلال.