اكتشف علماء الآثار الذين يعملون في القاهرة قطعا أثرية نادرة مرتبطة بعهد الملك خوفو - الفرعون المصري المسؤول عن بناء الهرم الأكبر.
ووقعت الاكتشافات من قبل البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة في هليوبوليس القديمة - "مدينة الشمس" - التي تقع اليوم في شمال شرق القاهرة. وتضمنت الاكتشافات العديد من الكتل الغرانيتية التي حددها الباحثون والتي تعود إلى عهد الملك خوفو في 2589-2566 قبل الميلاد، في النصف الأول من فترة المملكة القديمة.
وأوضح علماء الآثار أن هذا الاكتشاف مهم لأنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على قطع أثرية من عصر خوفو في مصر الجديدة. وأضاف الفريق أن الكتل ربما كانت تنتمي إلى مبنى غير معروف في الموقع، أو تم نقلها إلى هليوبوليس من منطقة أهرامات الجيزة ليتم "إعادة تدويرها" في هيكل جديد خلال فترة Ramesside، قرب نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد.
وكان خوفو الفرعون الثاني في الأسرة الرابعة لمصر القديمة.
وفي حين أنه من المقبول عموما أن خوفو كان مسؤولا عن تكليف هرم الجيزة الأكبر - أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم - إلا أن الكثير من تاريخ عهده لا يزال يكتنفه الغموض اليوم.
وفُقدت العديد من مبانيه الأخرى أمام رمال الزمن، وكان التمثيل الوحيد المتبقي الكامل للفرعون يأتي على شكل تمثال صغير عاجي يبلغ ارتفاعه ثلاث بوصات وجد في معبد أحدث بكثير في أبيدوس عام 1903.
وفي الواقع، كل شيء آخر معروف عن خوفو يأتي من النقوش الموجودة في مقبرته بالجيزة، والوثائق التي تم تكوينها بعد عهده.
وكشفت البعثة أيضا عن أسس فناء معبد يعود تاريخه إلى عصر الدولة الحديثة، بالإضافة إلى آثار من التاريخ المبكر جدا لمنطقة هليوبوليس.
وقال عالم الآثار الرئيسي الدكتور أيمن عشماوي: "اكتشفت البعثة أدلة على الاستخدام المبكر لهذه المنطقة بناء على الطبقات الأثرية التي تعود إلى الأسرة 0".
وكانت الأسرة 0 - المعروفة أيضا باسم Naqada III - هي المرحلة الأخيرة من عصر ما قبل الأسرات في مصر، والتي امتدت من 3200 إلى 3000 قبل الميلاد تقريبا.
وأضاف عشماوي أن الحفريات كشفت أيضا عن "طبقات من شقف الفخار تشير إلى أنشطة دينية وطقوسية في الألفية الثالثة قبل الميلاد".
كما عثر على أدلة، كما أوضح عالم الآثار، على وجود كبير في السلالات الثالثة والرابعة - وقطعة من الغرانيت من عهد الملك Pepi I، يعود تاريخها إلى حوالي 2280 قبل الميلاد، والتي نُقشت عليها نقش حورس.
وبحسب الدكتور عشماوي، كشفت الحفريات أيضا عن قاعدة تمثال للملك أحمس الثاني.
وكان هذا الفرعون آخر حكام مصر العظماء، الذي حكم من 570-526 قبل الميلاد، قبل الفتح الفارسي.
كما كشف عن العديد من قرابين الفترة المتأخرة الأخرى، بما في ذلك عدد من المذابح، ووجود تماثيل على شكل أبو الهول، ما يدل على الوجود الملكي في المعبد.
وقال الدكتور ديتريش راو، الذي يرأس الجانب الألماني من البعثة، إن الحفريات نجحت أيضا في الكشف عن أجزاء من مختلف المذابح والتوابيت.
وأوضح أن هذه تعود إلى عصور الملوك أمنمحات الرابع، وسوبي حتب الرابع، وآي، وستي الأول، وأوسركون الأول، وتاكلوت الأول، وبسمتيك الأول.
وأضاف أن من بين الاكتشافات الأخرى الجديرة بالملاحظة منحوتة من الكوارتز على شكل تمثال أبو الهول للملك أمنحتب الثاني، بالإضافة إلى قاعدة تمثال ضخم من الغرانيت الوردي.
ومع استكمال دراساتهم الأولية، سيواصل علماء الآثار التابعون للبعثة أعمال التنقيب على أمل اكتشاف المزيد من المكتشفات في الموقع.