أكد مسؤول الساحة اللبنانية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ "علي أبو شاهين" أن القائد الوطني الكبير الراحل رمضان عبد الله شلح كان بمثابة صمام الأمام للقضية الفلسطينية وصاحب رؤية ثاقبة تتمسك بالحق الفلسطيني في زمن التسويات والتطبيع.
حديث أبو شاهين جاء خلال محاضرة ثقافية بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لرحيل القائد شلّح أقيمت بمسجد الفرقان بمخيم برج البراجنة بالعصمة اللبنانية بيروت، بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والاحزاب الوطنية اللبنانية وقيادات وكوادر الحركة.
وقدم أبو شاهين شرحا مفصلاً عن شخصية الدكتور رمضان، المفكر، والقائد، والسياسي، والأكاديمي ..الخ"، مؤكداً أنه الراحل كان رمزاً وطنياً فلسطينياً، ورمز من رموز الأمة الذي كان ينادي بالوحدة وإنهاء الانقسام على صعيد فلسطين والأمة".
وأشار القيادي في الجهاد إلى أن "الراحل شلّح كان سياسياً محنك ومفكر مجدد، وأديب ومبدع، وكلها أبعاد وصفات كانت تزاحم بعضها في تكوين شخصيته الفذة".
ولفت أبو شاهين إلى أن "شخصية الرحل رمضان شلح لا يختلف عليها اثنان فقد كان هامة وطنية عملاقة، بحجم فلسطين وقضيتها وهمومها وترك ارثاً فكرياً وسياسياً مهماً صاحب اطلاع ومعرفة، عدا عن أنه مثقفاً ملتزماً بدينه وقضيته".
وأضاف "كان الرحل رمضان شلّح ينظر إلى كل القضايا من منظور الإسلام العظيم، وما يحمله من بعد حضاري للأمة المسلمة حيث كانت فلسطين بالنسبة له هي مقياس الالتزام بالإسلام في زماننا الحاضر".
وأبرز القيادي أبو شاهين ملامح شخصية الراحل رمضان شلّح مضيفاً :" من عرفه كان يدرك أنه كان خطيباً مفوّهاً، يعرف قوة الكلمة، ونفوذها وتأثيرها في النفس والفكر. ومع ذلك، فقد كان خطيباً مفكراً، وقائداً سياسياً، يدرك أن الكلمة مسؤولية، فيقدم الحجة والدليل على خطاب المشاعر والعواطف".
وتابع أبو شاهين: " آمن القائد رمضان بأن الإسلام وفلسطين لا يفترقان وكان يردد أن من يريد أن يفصل بين الإسلام وفلسطين فعليه أن يحذف سورة الإسراء من القرآن الكريم".
وشدد أبو شاهين على أن "حركة الجهاد الإسلامي استطاعت أن تضع فلسطين على أجندة جميع الحركات الإسلامية" لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الدكتور شلح عزز "حضور حركة الجـهاد الإسلامي، بمبادئها وأفكارها، كما بجهادها وقدرتها السياسية، عاملاً فاعلاً في الصراع مع العدو الصهيوني لا يستطع أحد أن يتجاهله" .
وزاد " لقد كان الرحل شلّح فلسطينياً وطنياً، قدم الوطن على السلطة، وقدم التحرير على الدولة، آثر الجهـاد والمقاومة والتضحية وطريق ذات الشوكة على الانخراط في السلطة".
وبين أبو شاهين أن "الراحل رمضان كان وحدوياً آمن بوحدة هذا الشعب وكان ينبذ الانقسام والفرقة ويرى أن فلسطين أكبر من كل الانقسامات، وأنها تحتاج إلى جهود جميع الأمة، بكل شعوبها".
وأضاف أبو شاهين: لقد "حدّد الدكتور، رحمه الله، ركائز النهضة الإسلامية وأسسها وذلك يعني أن تحرير فلسطين والقضاء على المشروع الصهيوني فيها، باعتباره رأس حربة الهجمة الغربية على الأمة الإسلامية، وهو الشرط الموضوعي لتحقيق النهضة والريادة، مؤكداً
أن القائد رمضان كان يؤمن أن الصراع في فلسطين هو صراع حول مستقبل العالم الإسلامي كله".
وختم "أبو شاهين" حديثه بالقول: إن "أهم ما كان يطرحه الدكتور رمضان أن مصير إسرائيل إلى زوال وكان دائم التفاؤل وصاحب رؤية واضحة وأن العامل النفسي والوعي هو أساس النصر".