أفاد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، يوم السبت، بأن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل في سجونه 36 أسيرة فلسطينية، يقبعن في ظروف اعتقالية قاسية، ويتعرضن لكل أشكال الانتهاك والتضييق والحرمان من الحقوق الأساسية.
وأوضح المركز، في تصريح له أن الأسيرات بحاجة إلى جهود حقيقية وجادة من أجل إطلاق سراحهن أو تحسين شروط حياتهن على الأقل، ووقف الهجمة الشرسة التي يتعرضن لها من إدارة السجون.
وقال مدير المركز رياض الأشقر إن حالة التضامن الواسعة والإسناد الشعبي والفصائلي والعمل المميز لناشطي مواقع التواصل الاجتماعي والمؤسسات الحقوقية كان لها تأثير كبير في الضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسيرة الحامل أنهار الديك.
وأضاف "هذا النجاح يمكن البناء عليه في تنفيذ حملات تضامنية أخرى لمساندة الأسيرات الفلسطينيات والعمل من أجل تحرريهن في أسرع وقت".
وأشار إلى أن الاحتلال يستهدف النساء بشكل مستمر، إذ لا يكاد يمر شهر إلا وتتعرض ما بين 10 إلى 15 امرأة وفتاة للاعتقال لساعات أو لأيام، وخاصة من مدينة القدس المحتلة، ومنهن من تعرضن لتحقيق قاسٍ لأسابيع، عدا عن إصدار أحكام قاسية تزيد عن 10 سنوات سجن على 8 منهن.
ولفت إلى أن حالات الاعتقال بين النساء وصلت لأكثر من 16 ألف حالة منذ عام 1967، بينهن 2500 منذ بداية انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000، ما زال يعتقل منهن 36 أسيرة يقبعن في سجن الدامون في ظل ظروف قاسية ولا إنسانية.
ولفت الأشقر إلى وجود أسيرتين تخضعان للاعتقال الإداري التعسفي وهن بشرى جمال الطويل (26 عامًا) من البيرة، المعتقلة منذ نوفمبر 2020، وختام الخطيب (57 عامًا) من رام الله، وهي ناشطة نسوية.
وأكد الأشقر أن 6 أسيرات يعانين من ظروف صحية صعبة بسبب الإهمال الطبي في مقدمتهن الأسيرة إسراء جعابيص (35 عامًا) من القدس، وتعتبر من أصعب الحالات المرضية بين الأسيرات، وتحتاج لعدة عمليات جراحية وظيفية مستعجلة، وهي معتقلة منذ أكتوبر 2015، والأسيرة نسرين أبو كميل (47 عاماً)، من قطاع غزة، وتعاني من دوخة مستمرة، ورعشة بالأطراف، وضعف في عضلة القلب، ومحكومة بالسجن 6 سنوات.
وأفاد الأشقر بأن الأسيرات يتعرض لجملة من عمليات القمع والانتهاك للحقوق، مع استمرار سياسة اقتحام الأقسام والغرف بهدف التفتيش والتنغيص، وانتهاك خصوصيتهن من خلال تثبيت كاميرات المراقبة في ساحة الفورة والممرات، والتنقل بسيارة البوسطة على فترات متقاربة ومتكررة لفرض مزيد من التنكيل بحقهن.
وأشار إلى أن إدارة السجون تماطل في إجراء الفحوصات الطبية الدورية والتشخيصية وتوفير الأدوية المناسبة، للأسيرات المريضات أو الجريحات ولا توفر لهن طبيبة نسائية مختصة في عيادة السجون، وتماطل في تركيب هاتف عمومي، وتحرمهن من التواصل مع العالم الخارجي ومعرفة أخبار عائلاتهن، إلا من خلال الزيارات النادرة، كما تمنع إدخال الكتب الثقافية أو العلمية، وكذلك المشغولات اليدوية كالمطرزات وغيرها.
وطالب مركز فلسطين بحملة تضامن واسعة ومستمرة لدعم قضية الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال والمطالبة بوقف معاناتهن وإطلاق سراحهن، وخاصه الأسيرات المريضات وكبار السن وفى مقدمتهن الأسيرة الجعابيص.
ودعا المؤسسات الدولية المعنية بشؤون المرأة إلى التدخل لحماية نساء فلسطين من جرائم الاحتلال وخاصة الاعتقال التعسفي دون مبرر قانوني، ووقف الانتهاكات التعسفية التي يتعرضن لها في سجون الاحتلال.