انطلقت في إسطنبول، أعمال اللقاء الثامن عشر للأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، لبحث مستجدات الوضع الفلسطيني الراهن فيما يتعلق بالحالة السياسية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على القدس وتوحيد جهود فلسطينيي الخارج.
وقال منير شفيق الأمين العام للمؤتمر، الجمعة 27-8-2021، إن معركة سيف القدس الأخيرة وسعت دائرة الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي لتشمل كل فلسطين، بهدف وضع حد للاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومنع تهجير أهالي الأحياء المقدسية.
وأضاف: "إن من نتائج معركة سيف القدس أن سلطة رام الله فقدت زمام المبادرة وما زالت في حالة من الارتباك والضياع ما دامت متمسكة بأوسلو، وهي سلطة منهارة ولا تملك إلا التنسيق الأمني مع الاحتلال".
وأشار شفيق إلى أن خيار المفاوضات قد انتهى وأن القرار اليوم للمقاومة الفلسطينية، داعيًا حركة فتح إلى الانضمام إلى سيف القدس والعودة إلى المقاومة.
ورأى الأمين العام أنه من الواجب العمل على دعم مقاومة الشعب الفلسطيني في الداخل والتصدي للمخططات الصهيونية في الخارج، من خلال تطوير برامج وأدوات المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج وتوحيد البيت الفلسطيني وكافة الجهود في الخارج.
من جهته قال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي هشام أبو محفوظ، إن دعم مقاومة الشعب الفلسطيني في الداخل يحتاج إلى الحاضنة الشعبية والسياسية في الخارج، وأن المؤتمر الشعبي يعمل في هذا الإطار.
وأشار أبو محفوظ إلى أن المؤتمر سيعقد عدة ورش سياسية خلال الفترة المقبلة بالتشاور مع مختلف مكونات الشعب الفلسطيني في الخارج، وصولاً إلى عقد المؤتمر العام الثاني للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بوجود تصور سياسي واضح لتعزيز دور فلسطينيي الخارج في المشروع الوطني الفلسطيني.
ورأى الدكتور محسن صالح عضو الأمانة العامة للمؤتمر أن تعطيل الانتخابات الفلسطينية وتأجيلها أغلق ملف المصالحة وانتهى بحالة إحباط بين أبناء الشعب الفلسطيني وفقدان الثقة والمصداقية بالسلطة.
وأشار إلى أن نتائج معركة سيف القدس التي تحققت بالمقاومة شكلت التفافًا شعبياً في الداخل والخارج وحتى دولياً حول القدس والمقاومة، وأن السلطة الفلسطينية ما تزال تصر على مسار التنسيق الأمني وأثبتت ذلك باغتيال الناشط السياسي نزار بنات.
وأكد على أن المشروعية الفلسطينية في جوهرها مبنية على فكرة شعب يعيش تحت الاحتلال، لذا يحتاج إلى قيادة تفجر إمكانياته وطاقاته الهائلة من أجل التحرير.
وأضاف: "الاستحقاق الأساس في الأيام القادمة لابد أن يحدث نوعاً من الالتفاف والاصطفاف الفلسطيني حول برنامج القدس والمقاومة باعتباره البرنامج الوحيد الذي يجمع الكل خاصة بعد فشل برنامج التفاوض".
وأكد صالح على ضرورة وجود قيادة انتقالية تحظى بقبول الشعب الفلسطيني وتقود إلى تغيير حقيقي في ترتيب البيت الفلسطيني ضمن برنامج سياسي يقوم على المحافظة على الثوابت الفلسطينية والمقاومة والحق في فلسطين كاملة.
ودعا المؤسسات الشعبية والشخصيات الفلسطينية الفاعلة إلى العمل على تغيير الواقع الفلسطيني، وطرح المبادرات في إطار الاتحادات والنقابات لخدمة الشعب الفلسطيني.
وقال الدكتور أحمد محيسن المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي، إنه قد حان الوقت لرحيل السلطة الحالية، واصفًا إياها بأنها حجر عثرة في طريق الشعب الفلسطيني، وأنه لابد من العمل على تغيير الواقع الفلسطيني الحالي فيما يخدم القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين.
وأشار الدكتور حلمي البلبيسي عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي في كلمته إلى الدور السياسي والشعبي المطلوب من المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، سواء من خلال التواصل مع الشعب الفلسطيني في الداخل وفي مخيمات الشتات بهدف تشكيل موقف سياسي فلسطيني موحد رافض لسياسة السلطة الفلسطينية والتنسيق الأمني مع الاحتلال.
وشدد البلبيسي على أهمية دعم المقاومة الفلسطينية ومساندة أهالي الأحياء المقدسية المهددة بالتهجير، وتدويل قضية القدس وحشد الدعم ضد الممارسات الإسرائيلية التهويدية.
وشهدت مداخلات أعضاء الأمانة العامة العديد من القضايا المتعلقة بأوضاع المخيمات الفلسطينية في الخارج والعمل الفلسطيني في الشتات وآليات دعم المخيمات والتجمعات الفلسطينية في ظل الأزمات الراهنة.
كما يناقش لقاء الأمانة العامة على مدار يومين سبل تطوير آليات عمل المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج فيما يخدم القضية الفلسطينية ويعزز من مكانة فلسطينيي الخارج في المشروع الوطني الفلسطيني، والترتيبات لعقد المؤتمر العام الثاني.