تحدد دراسة جديدة بصمات الحمض النووي المرتبطة بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو اكتشاف قد يؤدي إلى فرص للتدخل السريري قبل سنوات من ظهور الأعراض.
ونُشرت النتائج في مجلة JAMA Cardiology، بناء على تحليلات البيانات من خمس دراسات كبيرة للقلب من مجموعات سكانية متنوعة.
إقرأ المزيد
دراسة تكشف حقيقة الادعاءات بشأن اندماج "كوفيد-19" مع الحمض النووي البشري
وتقول آنا نافاس أسين، دكتوراه في الطب، ومؤلفة الدراسة الأولى وأستاذة علوم الصحة البيئية في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا: "في هذه الدراسة، نسخر أفضل البيانات السريرية للبلد حول أمراض القلب من مجموعات سكانية متنوعة للبدء في الكشف عن التغيرات اللاجينية المحددة التي تنطوي عليها البيولوجيا المعقدة التي تؤدي إلى المرض. وفي النهاية، نأمل أن يسمح لنا البحث بتحديد الأمراض والوقاية منها قبل أن يحدث أسوأ ضرر، على الرغم من أن تطوير اختبارات مثيلة الحمض النووي المناسبة لا يزال بعيد المنال". ويشار إلى أن مثيلة الحمض النووي عملية بيولوجية تُضاف فيها مجموعات الميثيل إلى جزيء الحمض النووي.
وبدأ الباحثون تحليلهم ببيانات من Strong Heart Study، وهي أكبر دراسة لأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الهنود الأمريكيين، والتي أجريت بالشراكة مع المجتمعات في جميع أنحاء السهول الكبرى والجنوب الغربي منذ عام 1988.
وقاموا بتحليل عينات الدم لتحديد مواقع معينة على الحمض النووي حيث ارتبط نشاط المثيلة بحوادث أمراض القلب التاجية، بما في ذلك النوبات القلبية والوفيات التاجية (يمكن أن تغير المثيلة نشاط جزء من الحمض النووي دون تغيير التسلسل الجيني).
ويقول أرس دومينغو-ريلوسو، عالم البيانات والمؤلف المشارك في الدراسة الذي قاد التحليلات الإحصائية لهذا المشروع: "إن استخدام الأساليب الإحصائية عالية الأبعاد سمح لنا بدراسة الميثيل في مئات الآلاف من المواقع المحددة في الحمض النووي في نفس الوقت". .
ثم اتبع الباحثون نفس النهج مع أربع مجموعات رئيسية أخرى من أمراض القلب: مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات (مقسمة إلى مجموعات بيض وسود بسبب الاختلافات في التوقيت والأساليب المختبرية)، ودراسة فرامنغهام للقلب، ومبادرة صحة المرأة.
وإجمالا، قاموا بفحص أكثر من 400 ألف موقع للحمض النووي و1894 حالة مرض القلب التاجي.
وفي التحليل الأولي لبيانات القلب القوي، حددوا 506 علامات فوق جينية مرتبطة بمخاطر القلب والأوعية الدموية. من بين هؤلاء، وقع ربط 33 أيضا بمخاطر القلب والأوعية الدموية في ثلاثة أو أكثر من المجموعات الأخرى، على الرغم من أن بعض هذه المواقع كانت مرتبطة بخطر أعلى للإصابة بالمرض في مجموعة واحدة، ولكن مع انخفاض خطر الإصابة بالمرض في مجموعات أخرى.
ومن بين مواقع المثيلة الـ 33، كانت هناك تلك المرتبطة سابقا بمخاطر القلب والأوعية الدموية والتدخين، بالإضافة إلى مواقع جديدة، والتي يقول الباحثون إنها تستحق التحقيق في المستقبل. ووجد تحليل إضافي للقواسم المشتركة بين العلامات الـ 33 أن العديد منها مرتبط بجين EGFR، الذي يشارك في نمو الخلايا وبقاء الخلية.
ويقول يولينغ هونغ، رئيس فرع علم الأوبئة في قسم علوم القلب والأوعية الدموية في معهد National Heart, Lung, and Blood Institute: "كلما فهمنا أكثر حول المخاطر المبكرة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، نكون قادرين بشكل أفضل على الوقاية من المرض، لا سيما في مجتمعات مثل الهنود الأمريكيين المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب بشكل كبير".