قررت السلطة الفلسطينية في رام الله الامتناع عن توجيه أي انتقادات للدول العربية التي تطبّع مع إسرائيل.
ووفقاً لمصادر مطلعة، لصحيفة "العربي الجديد"، فإن تعليمات شفهية ومكتوبة وصلت من الرئاسة الفلسطينية إلى منظمة التحرير وحركة "فتح" ووزارة الخارجية بالامتناع عن نقد الدول المطبّعة.
وتفيد المصادر بأن مصدر التعليمات هو مكتب رئيس السلطة محمود عباس وإعلام الرئاسة الذي يشرف عليه عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، بحيث لا تقتصر هذه التعليمات على التصريحات الصحافية والبيانات، بل تصل إلى كتابة التدوينات والتغريدات على وسائل التواصل الإجتماعي.
وامتنعت الرئاسة الفلسطينية والإعلام الرسمي الفلسطيني ووزارة الخارجية عن التعقيب على إعلان المغرب، الخميس الماضي، التطبيع مع إسرائيل، تماشياً مع التعليمات الجديدة التي تم إرسالها، من دون أي توضيح، للمستويات القيادية المختلفة.
وبحسب الصحيفة فأن الحديث يدور في الكواليس حول إصلاح العلاقة مع السعودية والاستجابة لطلبها بعدم توجيه الانتقاد لأي دولة عربية مطبعة.
وتفيد المصادر بأن زيارة عباس إلى الأردن ومصر، قبل أيام، كان أحد محاورها التقارب العربي عبر إنهاء حالة الانتقاد الفلسطيني للدول العربية المطبعة، على أن تقوم مصر بتقريب المسافة بين السلطة الفلسطينية وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وكانت آخر التعليمات التي وصلت إلى حركة "فتح" ومنظمة التحرير ووزارة الخارجية، تتعلق باتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل، حيث التزمت كافة الأطر الرسمية بعدم التعليق على الاتفاق التطبيعي.
ورغم أن ثمانية فصائل فلسطينية أدانت الاتفاق، إلا أن "فتح" التزمت بتعليمات الصمت الحديدي، ولم تعلق، حتى على وسائل التواصل الاجتماعي، كما درج عدد من قياداتها على ذلك، منذ أن افتتحت الإمارات عهد الهرولة العربية للتحالف مع إسرائيل في 13 أغسطس/آب الماضي.
وفي ما يتعلق بالمغرب تحديداً، فإن الإعلام الرسمي الفلسطيني تجاوز عدم التعليق على اتفاق التطبيع إلى تجاهل كلي، حتى بما يتعلق بالاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس مع عباس، مساء الخميس الماضي، والذي نشره الديوان الملكي المغربي.
وحسب بيان الديوان فقد قام الملك محمد السادس بإطلاع عباس على مضمون الاتصال الهاتفي بينه وبين الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب، وأكد فيه الملك "احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وحرمة المسجد الأقصى". وتجاهلت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" الخبر بشكل كامل.