يقول الإمام علي عليه السلام:
“… فإذا نزلتم بعدو أو نزل بكم، فليكن معسكركم في قبل الاشراف، أو سفاح الجبال، أو أثناء الأنهار… واجعلوا لكم رقباء في صياصي الجبال، ومناكب الهضاب… واعلموا أنّ مقدّمة القوم عيونهم، وعيون المقدمة طلائعهم، وإياكم والتفرّق، فإذا نزلتم فأنزلوا جميعاً، وإذا ارتحلتم فارتحلوا جميعاً، وإذا غشيكم الليل فاجعلوا الرماح كفّة، ولا تذوقوا النوم إلا غراراً…”
هي حرب الاغتيالات الجبانة إذن بديلاً عن حرب المواجهة الميدانية كما توقعناها وحذرنا منها…!
ولا بدّ لنا ان نحزم أمرنا ونستعدّ لها على كلّ المستويات وبكلّ ما أوتينا من قوة وحيلة.
نعم لقد أوذينا كثيراً في استشهاد عالم الفيزياء الأول في إيران البروفيسور محسن فخري زاده.
وبالمناسبة فهو صاحب إنجازات علمية مهمة جداً آخرها كما أعلنت الجهات الإيرانية كلّ الإنجازات المتعلقة بمواجهة وباء كورونا.
هو أيضاً رجل منظومة الدفاع الإيرانية المقتدرة ومساعد وزير الدفاع لشؤون البحث والتحقيق العلمي.
لكنه قطعاً هو ليس عبد القدير خان (إيران) صاحب القنبلة الباكستانية، كما يحاول العدو الصهيوني الإيحاء بذلك كذباً وزوراً بهدف اتهام إيران بالتسلح النووي..!
هل تتذكّرون عشرات الاغتيالات لعلماء عرب ومسلمين بينهم سوريون ومصريون وعراقيون وآخرهم عالم الفيزياء الفلسطيني فادي البطش!؟
هم يضربون في العلم والعلماء ولا عزاء لنا إلا الحكمة والحزم وشجاعة الإقدام في اللحظة التي تختار قيادتنا.
هو نال كلّ ما يريد في الدنيا والآخرة؛ هنيئاً له. ونحن خسرناه وهي ضربة مؤلمة لا ننكرها، لكن انْ فكّر أحد، أيّ أحد، بأنّ أيّ مشروع علمي قد توقف او سيتوقف في إيران باغتيال عالم هنا او هناك فهو واهم.
فكلّ بقعة من إيران مختبر للعلوم ومنظومة للدفاع.
عن الانتقام والردّ والإجراءات العقابية نترك الكلام لأصحاب العلاقة والمعنيين وفي مقدّمهم إمام المقاومة وسيدها الخراساني العظيم الإمام السيد علي الخامنئي ربان هذه السفينة، والذي يعرف تماماً كيف يدافع عن أبنائه ويحفظ لهم كراماتهم.
لكن الدرس البليغ الذي نستخلصه ولا بدّ أن نسجله هنا هو:
1 ـ أميركا كما ربيبتها الاسرائيلية عدو واحد لا يقبل القسمة على اثنين. وهما من خططا وأشرفا على عملية الاغتيال الجبانة هذه كما في عمليات اغتيال العلماء النوويين السابقة.
2 ـ الحوار والمفاوضات مع هذا العدو المتوحش حول المبادئ والسياسات العامة والإنجازات بكلّ مستوياتها سمّ قاتل. ومَن لم يتعلم الدرس بأنّ هؤلاء غير موثوقين كما يقول السيد القائد: إما أنه لا يعرف ألف باء السياسة أو لا يعرف ألف باء الغيرة والحياء.
3 ـ منذ الإنزال الاسرائيلي في أبو ظبي والذي سمّيناه بالإنزال خلف خطوط التاريخ والجغرافيا، قلنا إنها حالة إعلان حرب “إسرائيلية” استخبارية ضدّ إيران وليست مجرد تطبيع…!
وحسب اعتقادنا فإنّ التحقيقات حول الاغتيال اليوم ستؤكد ما نعتقده بانّ ابن سلمان ورهطه في بقايا قراصنة الساحل متورّطون في هذا العمل الإجرامي الجبان وغيره.
وذلك من خلال تدريب وتجهيز صغار العملاء من منظمة منافقي خلق ومثلهم من بائعي الضمير والوجدان ومرتزقة البترودولار.
4 ـ بالوثائق والمعلومات فإنّ كلّ أجهزة الأمم المتحدة من الصحة العالمية الى الطاقة الذرية، انما هي حسب العقيدة الأميركية أجهزة تابعة للجيش الأميركي.
تفصيل ذلك وماذا ينبغي علينا فعله أمر موكول لأصحاب الشأن وكل ذي عقل حصيف.
المعركة مفتوحة ولم تنته بعد، وبرنامج اغتيالاتهم لن يتوقف عند هذا الحدّ، وساحة عملهم ليست إيران فقط.
كلّ ساحات محور المقاومة مسرح متاح لعملياتهم.
قلنا ذلك من قبل، نعيد ونكرّره هنا… العدو يعمل ليل نهار محاولاً إيقاف دورتنا العلمية والدفاعية. وقياداتنا تعرف ذلك تماماً وهي على قدر الموقف. أُسود لا تهاب أحداً الا الله وثقتنا بها عالية جداً، والأمر لله من قبل ومن بعد.
بعدنا طيبين قولوا الله…