رأى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، في إعلان وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو، خِلال زيارته إلى مستوطنة صهيونيّة في الضفّة الغربيّة المحتلّة، عن قرار بلاده اعتبار منتجات المستوطنات "بضائع إسرائيليّة"، أنه "يأتي في سياق الدعم الأميركي المطلق للكيان الصهيوني، ومحاولة إضفاء الشرعية على الاستيطان، استكمالاً لمخطط الضم وتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا يمكن اعتباره إلاّ عدوانًا على حقوق الشّعب الفلسطيني، ووقاحة أمريكيّة غير مستغربة".
واعتبر عطايا في حديث صحفي، أنّ "هذه التّصريحات تُبيّن مدى التّماهي الأميركي الصهيوني في التّعاطي مع قضيّة فلسطين، ولا سيما في ما يتعلق بقرار الضمّ، وزيادة بناء المستوطنات وأعداد المستوطنين بشكلٍ متواصل، بغية الهيمنة الكاملة على الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، استنادًا إلى قرارات أمريكية جائرة تشرع الاحتلال"، مشيرًا إلى أنّها "تُبيّن أيضًا مدى عدوانيّة الإدارة الأمريكية تِجاه الشّعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية".
ولفت عطايا إلى أنّ "هذه التّصريحات تُشكّل رسالة غير مباشرة إلى السّلطة الفلسطينيّة، بأنّ إعادة العلاقات والتنسيق الأمني والتقارب مع العدو الصهيوني لا قيمة لها بالنسبة لأميركا، وإنما هي محاولة فاشلة لإعادة الروح إلى جسد ميت".
وطالب عطايا السّلطة الفلسطينيّة أن "تعي مضمون هذه الرّسالة، وتعمل على توحيد الموقف الفلسطيني، وتعيد الاعتبار للمشروع الوطني ولنهج الكفاح المسلح كخيار أساس في مقاومة الاحتلال حتى تحرير فلسطين، وتحافظ على تقاربها مع الفصائل والقوى الفلسطينيّة المقاومة بدلاً من التّقارب مع الاحتلال، وتغلب المصلحة الوطنية الفلسطينية على أية مصلحة أخرى".
وحول وصف بومبيو من يُقاطع الاحتلال بالسرطان، اعتبر عطايا أنّه "على كلّ حرّ في العالم وعلى شعوب أمتنا مُقاطعة الكيان الصهيوني وحلفائِه، والوقوف بوجه كل المشاريع التي تستهدف المنطقة برمتها، وليس فلسطين فحسب".
ورأى عطايا أنّ "العدو يسعى لاحتلال الدول العربية والإسلامية من خلال الهيمنة على القرار السياسي، والسيطرة الأمنية، والإمساك بأوراق القوة المالية والاقتصادية، والتحكم بسلطة الإعلام، وتغيير المفاهيم الثّقافية والتأثير بالوعي لدى شعوب أمتنا"، لافتًا إلى أنّ "العدو يُحاول تيئيس الشعب الفلسطيني ومقاومته، لإيصالهم إلى مرحلة فُقدان الأمل من إمكانية هزيمته، وبالتالي الاستسلام والرضوخ والتخلي عن فكرة تحرير فلسطين".
وأمِلَ عطايا من شعوب الدّول التي توقع معاهدات واتّفاقيات مع العدو الصهيوني أن "تنهض وتُدرك مدى الضّرر الذي سيلحق بها وببلادها جرّاء هذا التطبيع مع كيان الاحتلال".
وخلص عطايا في قراءته للمستجدات إلى "أنّه وعلى الرّغم من سوداويّة المشهد، إلّا أنّنا نرى فيه خيرًا لقِوى المقاومة وللفلسطينيين، فما يحصل من فرز على مستوى الدول مفيد جدًّا، لأنه يُظهر للجميع من هو مع فلسطين، ومن هو مع أعداء فلسطين".