أكد ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا، أن "الشعب الفلسطيني يرفض التطبيع بكل أشكاله، وهو متمسك بهويته الوطنية الفلسطينية، وقد دفع ثمناً باهظاً من أجل ذلك"، لافتاً إلى أن "التطبيع ليس بجديد، إنما هو مسار طويل سارت به دول عربية تآمرت على القضية الفلسطينية منذ زمن بعيد".
جاء ذلك خلال مشاركة القيادي احسان عطايا في الوقفة الاستنكارية للتطبيع على شاطئ ميناء مدينة صور، والتي دعت إليها "لجان العمل في المخيمات"، فاعتبر أن "ما يحصل اليوم من إعلان تطبيع واتفاقيات ليس تطبيعاً فحسب، بل هو انحياز للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وانحدار إلى هاوية الذل والإهانة، في محاولة لتنفيذ مخططات رسمها الأعداء منذ زمن طويل لمحو فلسطين من الوجدان ومن الذاكرة ومن خريطة العالم".
وتساءل عطايا قائلاً: "ماذا يعني أن نشاهد طائرات صهيونية تجول في الآفاق، وتعبر أجواء السعودية، من أجل أن تحط في دولة عربية أخرى، وهي تحمل أعداءنا الصهاينة الذين سفكوا الدم الفلسطيني ودماء الشعوب العربية؟!".
وأوضح: "إن هذه الوقفة الرمزية نريد من خلالها أن نوجه رسالة إلى كل العالم بأن هذا الفرز الذي يحصل اليوم إنما هو لمصلحة الشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، ولن يكون لمصلحة أعداء الأمة، لأنه من خلال هذا الفرز سيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وسيجعل أعين من لم تبصر يوماً أن هناك دولاً تنافقنا وتخدعنا، ترى مدى ارتباط زعماء هذه الدول بأعداء الأمة. إنهم يحاولون أن يضللوا الشعب الفلسطيني وشعوبهم، بقولهم إن هذه الاتفاقيات هي لمصلحة شعبنا ولمصلحة أوطانهم".
وأضاف: "إننا عندما ننظر إلى هؤلاء المطبعين، فإنهم يصغرون في أعيننا، وإنما يعظم في أعيننا أولئك المجاهدون الذين يرابطون على سياج الوطن، وعلى ثغور فلسطين في الضفة والقدس وفي أراضي الـ48 وفي غزة، وفي كل مكان يتواجد فيه طفل فلسطيني".
وحذر عطايا شعوب الدول المطبعة "أن تضيع ثروات بلادهم، لأن عين العدو الصهيوني عليها، وما توقيع الاتفاقيات مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب إلا نذير بإفلاس هذه الدول، لأن عنوان الحرب في هذه المرحلة هو الاقتصاد".
وأشار إلى أن "الصهيونية العالمية المدعومة من الإدارة الأمريكية والحلف المتواطئ معها من دول الغرب، تستهدف وعي شعوب المنطقة، وتريد أن تغزو دول العالم العربي والإسلامي، بعد أن عجزت عن احتلالها جغرافياً، عبر اتفاقيات إذعانٍ وإذلالٍ، لا يمكن أن تؤدي إلا إلى خرابها وإفلاسها، إن لم تواجه شعوبها الحرة هذا المخطط الخبيث الذي يستهدف أوطانهم، وتعمل على إفشاله".
وختم عطايا كلامه قائلاً: "إننا نسجل هذا الموقف بحضور هذه النخبة من أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء في جنوب لبنان الأقرب إلى فلسطين اليوم، والأقرب إلى فلسطين غداً أيضاً، لأننا نرى أن تحرير فلسطين والعودة إلى ديارنا بات قريباً جداً بإذن الله تعالى".