في ظل تصاعد وانتشار جائحة فيروس كورونا في العالم , ولجوء الدول إلى اتخاذ جميع الإجراءات المشددة لمكافحة هذا الفيروس الفتاك, وذلك عبر فرض كافة سبل الوقاية من النظافة والتعقيم وعدم الاختلاط, إلا أن هناك جزء من العالم يعيش في زنازين معتمة ورطبة لا تعرف للشمس طريقا وتفتقد أدنى مقومات الحياة, أنهم الأسرى الفلسطينيون .
وفى ظل هذا الوضع الأليم الذي لا يمكن لأي شخص الشعور به إلا من عاش مرارة الأسر والاعتقال والحرمان, لا يجد الأسرى أمامهم إلا طريق ذات الشوكة للشروع في الاحتجاج ضد إدارة مصلحة السجون الصهيونية للمطالبة بإجراءات صحية تحميهم من فيروس كورنا المستجد .
الأسرى الفلسطينيون من بينهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى بأمراض خطيرة ومزمنة, يقضي المئات منهم أحكاماً تصل في كثير من الأحيان إلى مئات وآلاف السنين يفتقرون جميعهم لكافة سبل الوقاية والعناية.
ومع ازدياد أزمة "كورونا" تسود حالة من القلق على مصير الأسرى في ظل الحديث عن إصابة بعضهم بهذا الفيروس القاتل في إحدى السجون, بعد مخالطة السجانين والأطباء الصهاينة داخل السجون لبعض للأسرى.
عدم الاكتراث من قبل إدارة سجون الاحتلال لأزمة كورونا وما ينتج عنها من أضرار قاتلة أكد الأسرى نيتهم الشروع في خطوات احتجاجية تبدأ بإرجاع وجبات الطعام , ورفع قائمة بتوفير مواد التنظيف وتعقيم الغرف بأسرع وقت ممكن, بالإضافة إلى العودة عن جملة من القرارات اتخذتها مصلحة السجون ضدهم منها حرمانهم ومنعهم لكثير من أنواع الطعام, وسحبهم لأكثر من 140 صنف من الكانتينا, وتقليل كمية المياه للأسرى,وحرمانهم من التواصل والاطمئنان على ذويهم, وحرمانهم من إدخال الملابس الشتوية, وحرمانهم من شراء المنظفات والمعقمات.
غياب الاهتمام بالأسرى الفلسطينيين من قبل الاحتلال في ظل تفشي هذا الوباء هو بمثابة جريمة ضد الإنسانية يستدعي وعلى عجل من منظمات حقوق الإنسان للوقوف على مسؤولياتهم وحماية الأسرى وتوفير كافة الاحتياجات الازمة للوقاية من تفشي وباء كورونا الخطير، سيما وان الأخبار الواردة من داخل كيان الاحتلال تفيد بارتفاع عدد المصابين من المستوطنين وتجاوز 1000 حالة من بينها ثلاثة وفيات وهذا نذر خطر خاصة وان هناك المئات من السجانين والاطباء الصهاينة هم على تماس مباشر بالأسرى ما يشكل خطر مُحدق بهم .
لسان حال الأسرى الفلسطينيين إذا لم يتم الاستجابة للمطالب سابقة الذكر فسيجدوان أنفسهم مجبرين أمام إشهار آخر أسلحتهم الأخرى ومنها سلاح "الأمعاء الخاوية" والمتمثل بالإضراب المفتوح عن الطعام حاملين شعارهم "إذا كان من الموت لابد فمن العار أن نموت ونحن نستسلم لهذه الإجراءات الظالمة والحرمان المقصود".
ما أن تواردت الأخبار من السجون بإصابة عدد من الأسرى بفيروس كورونا حملت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات العاملة في مجال الأسرى الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، هذا استشعار بخطورة ما قد يجري داخل السجون حالة تفشى الفيروس.
منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية مطالبون جميعاً وبشكلٍ عاجل لتنفيذ زيارات لكافة السجون والاطلاع على حجم الانتهاك والاستهتار بأرواح الأسرى الفلسطينيين، واتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة لإجبار الاحتلال على التعامل وفق محددات القانون الدولي وبما يضمن سلامة الأسرى في ظل الأزمة الحالية.
الكاتب .. أسير محرر من سجون الاحتلال