كشفت وكالة رويترز تفاصيل جديدة حول حملة الاعتقالات التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحق أمراء كبارا من آل سعود، من بينهم أحمد بن عبدالعزيز شقيق الملك سلمان، ومحمد بن نايف ولي العهد السابق، وأخوه غير الشقيق نواف.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر إن ولي العهد السعودي "اتهمهم بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية، منها الأمريكيون وغيرهم، لتنفيذ انقلاب".
وذكر مصدر إقليمي للوكالة أن الملك سلمان وافق على عملية الاحتجاز الأخيرة، وقال "وقّع الملك على أمر الاعتقالات". وأضاف أن الملك يتمتع بحالة عقلية ونفسية جيدة.
وقالت وكالة رويترز، إن ولي العهد السعودي أثار استياءً بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة.
وذكرت مصادر أن بعض منتقديه شككوا في قدرته على قيادة البلاد بعد أن قتلت عناصر سعودية الصحفي البارز جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018 وبعد أكبر هجوم على البنية التحتية النفطية بالمملكة والذي وقع العام الماضي.
وقالت المصادر إن أفرادا من الأسرة المالكة يسعون لتغيير ترتيب ولاية العرش ويعتبرون الأمير أحمد بن عبدالعزيز، شقيق الملك سلمان الأصغر وشقيقه الوحيد الباقي على قيد الحياة، خيارا ممكنا يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
بحسب رويترز، قال سعوديون مطلعون ودبلوماسيون غربيون إن من غير المرجح أن تعارض الأسرة ولي العهد في حياة الملك البالغ من العمر 84 عاما، إدراكا منها بأن من المستبعد أن ينقلب على ابنه المقرب الذي أوكل إليه معظم مهام الحكم.
أما أحمد بن عبدالعزيز، فقد تجنب إلى حد كبير الظهور في مناسبات عامة منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر تشرين الأول عام 2018 بعد أن أمضى شهرين ونصف الشهر في الخارج، وقال متابعون للشأن السعودي إنه لم يبدر عنه ما يدل على استعداده لتولي المُلك. وخلال رحلة أحمد بن عبدالعزيز للخارج بدا أنه ينتقد القيادة السعودية أثناء رده على محتجين تجمعوا أمام مقر إقامته في لندن وكانوا يهتفون بسقوط أسرة آل سعود.
وقالت مصادر في وقت سابق إن أحمد بن عبدالعزيز كان واحدا من ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء أسرة آل سعود الحاكمة، عارضوا انتقال ولاية العهد لمحمد بن سلمان عام 2017.
وأضافت تلك المصادر أن تحركات محمد بن نايف تخضع لقيود ومراقبة منذ ذلك الحين.