قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إنه رفض مؤخراً الحديث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو استلام خطة "صفقة القرن" المزعومة منه.
أكد عباس، خلال اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اليوم السبت: أنه أبلغ إسرائيل والولايات المتحدة أنه لن يكون هناك أي علاقات معهما بما في ذلك المجال الأمني، جراء نقضهما الاتفاقيات الدولية بعد الإعلان عن "صفقة القرن"، وأتم "الولايات المتحدة لم تعد صديقة لنا".
وأوضح: "لا نخفي عليكم أننا بعثنا برسالتين الأولى سلمت إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأخرى وصلت إلى أمريكا".
وقال عباس "أبلغناهم خلالها بأنه لن يكون هناك أي علاقة معهما بما في ذلك العلاقات الأمنية في ضوء تنكركم للاتفاقيات الموقعة والشرعيات الدولية"، وأضاف : "نعلمكم أن ما يسمى بخطة القرن، سيكون لها تداعيات على الجميع، وعليكم تحمل المسؤولية كقوة احتلال".
وتابع: "الصفقة مرفوضة جملة وتفصيلا، ولكننا لا زلنا نؤمن بالسلام وبثقافة السلام، على أن يتم إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف لتنفيذ القرارات الدولية (المتعلقة بالقضية الفلسطينية)، لكن دون وجود للصفقة بكل بنودها على الطاولة".
وأكد عباس خلال حديثه، أن خطة ترامب تمنح "إسرائيل" السيطرة الأمنية الكاملة على كل ما هو غرب نهر الأردن، وتتضمن تقسيما زمانيا ومكانيا في المسجد الأقصى، مضيفًا يريدون "الصلاة يوم إلنا ويوم لهم، لو طلع يوم الجمعة لهم، فلن نصلي بالأقصى".
وأوضح ، أن "ما بقي لنا بالضفة الغربية وقطاع غزة 22% من فلسطين التاريخية، ورضينا بالبين والبين ما رضي فينا، لأننا نريد حلا ونخلص، والآن يريد أن يأخذ 30% من الضفة ليتبقى لنا 11%".
وشدد الرئيس الفلسطيني على أنه لن يقبل أن يسجل في تاريخه أنه تنازل عن مدينة القدس المحتلة.
وتابع: "بمجرد أن قالوا إن القدس تُضم لإسرائيل لم أقبل بهذا الحل إطلاقا، ولن أسجل على تاريخي ووطني أني بعت القدس أو تنازلت عنها، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا"، في إشارة للدول العربية والإسلامية.
وأضاف: "سبق أن قبلنا بإقامة دولة فلسطينية على 22 بالمئة من فلسطين التاريخية والآن يطالبون بـ 30 بالمئة من هذه المساحة المتبقية".
وذكر أن الأمريكيين يريدون أن تكون عاصمة فلسطين "أبو ديس"، وهي قرية صغيرة بمدينة القدس،مشيرا الى" أن الولايات المتحدة وإسرائيل اشترطتا على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية إسرائيل، ليثبتوا حسن النوايا".
وقال الرئيس: "الأمريكيون يريدون مني القبول بضمّ القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، وإلغاء حق العودة ونزع سلاح غزة".
وشدد على أن العالم لن يقبل بالظلم الوارد في "صفقة القرن" المزعومة وسيقف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وخاطب عباس وزراء الخارجية العرب بالقول: "سنتحرك إلى جانب العديد من المنظمات الدولية، لتوضيح وجهة النظر الفلسطينية، ولا نريد منكم الوقوف في وجه أمريكا، وإنما تبني الموقف الفلسطيني".
وزاد رئيس السلطة في حديثه قائلاً : "في اعتقادي التام أن ترامب لا يعرف شيئا عن "صفقة القرن"، إنما من له علاقة وهم الثلاثي فريدمان والولد كوشنير وغرينبلات، وهم الذين كانوا ينقلون له أفكار نتنياهو".
ولفت عباس أنه خلال وجود نتنياهو في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، لم يحدث أي تقدم بعملية السلام، معتبر أن الأخير "لا يؤمن بالسلام".
وأضاف أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية كانت الراعي الرسمي لوعد بلفور، الذي لم يكُن بريطانيًا بحتًا، ولو كانت أمريكا تعلَم باتفاق أوسلو حينما كانت تجري المفاوضات لتوقيعه، لمنعه وخرّبته". مُضيفًا "أنا لا أؤمن بجدوى السلاح في عصرنا هذا، وسأسعى إلى أن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح، وأبلغتُ ترامب بهذا".
وتابع "جرّبنا السلاح في الـ48 والـ67 وغيرهما، وما مِشي الحال، أنا مؤمن بأننا لا نريد السلاح؛ نريد بناء دولة، وبدلًا من أن أشتري دبابة سأبني مستشفى، وبدل السلاح سنبني مدارس". وحين قلت لترامب إنّنا نستطيع أن نعيش بدولة منزوعة السلاح قال لي "أنتَ رجل عظيم كيف يقولون أنك إرهابي؟".