| رشيد حسن
يعاني الكيان الصهيوني من ازمة سياسية طاحنة، لم يشهد مثلها منذ اقامته على الارض العربية الفلسطينية .. فاجراء الانتخابات للمرة الثالثة في 2 اذار القادم، وخلال «11» شهرا.. يؤكد انها ازمة مستعصية .. وتشي بان هذا الكيان المصطنع يسير الى انحدار، ومن ثم الى زوال... شأنه شأن كل الكيانات العنصرية الفاشية عبر التاريخ، ومثال جنوب افريقيا هو الحالة الاقرب والمشابهة للحالة الاسرائيلية، فهما وجهان لعملة واحدة...
وفي هذا الصدد لا بد ان نشير أن أهم سبب لاستعار نار هذه الازمة، هو صمود الشعب الفلسطيني، فهذا الصمود الاسطوري هو السبب الرئيس لفشل الشروع الصهيوني، والسبب الرئيس لازمته الطاحنة، والتي ستؤدي حتما الى انهياره وباسرع مما نتصور .
ألم يقل الارهابي «نتنياهو» في حديث خاص لعدد من مريديه واتباعه « بان أطول مدة لدولة يهودية عمرت في فلسطين لا تتجاوز «80» عاما، ولن تعمر دولتنا هذه باكثر من ذلك..!»..
ان من تابع ويتابع حملات الكراهية الصهيونية، والتي يعلو ضجيجا عادة في مواسم الانتخابات، يلاحظ حجم الحقد على الشعب الفلسطيني، وخاصة على أهلنا المرابطين في الداخل .. في الجليل والناصرة والمثلث وعكا وحيف ويافا والسبع والنقب..الخ.
الم يدعو حارس الماخور «ليبرمان» الى ترحيلهم الى اراضي الدولة الفلسطينية الموعودة «الضفة الغربية»..فيما قام الارهابي «نتنياهو» بالتحريض عليهم، كما حصل في الانتخابات الاخيرة، بعد أن ادرك حجم التأييد الواسع للقائمة المشتركة في الوسط العربي.
لقد حاول الاباء الصهاينة المؤسسين للكيان الصهيوني الغاصب مثل «ابن غوريون»، وبكل الوسائل تفريغ فلسطين من شعبها العربي، فارتكبوا ابشع المجازر والمذابح لارهابه واجبار ابنائه على الهجرة، وتم بالفعل تدمير»520» قرية، وتهجير «800» الف فلسطيني، واحتلال 78 % من فلسطين التاريخية .. ورغم هذه الكارثة والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلا، الا أن الشعب الفلسطيني قرر الصمود والمقاومة كسبيل وحيد للبقاء، فرفع راية الصمود والمقاومة، منذ مائة عام وعام ولا يزال.. لم ينقطع خلالها شريان الدم الفلسطيني من النزيف ..
واستطاع هذا الشعب ان يثبت انه فعلا شعب الجبارين رغم الكارثة الي زلزلت كيانه، وذلك بصموده والذي ترجم الى دفنه المؤامرات الكثيرة التي استهدفت توطينه خارج فلسطين، وجره الى مربع الاحباط واليأس والنسيان.. « الكبار يموتون والصغار ينسون».. فكان الابناء والاحفاد في الشتات وفي الداخل المحتل، أشد تمسكا بالعودة، وأشد اصرارا على الصمود والمقاومة، فتصدى اشبال مخيمات لبنان لدبابات العدو في غزو 82، وصمد مخيم جنين امام مجنزرات وطائرات وجحافل العدو «15» يوما.. لم يرفع الراية البيضاء.. ولقن العدو المتغطرس درسا في الاستبسال والصمود والشهادة وحب الوطن..
صمود الشعب الفلسطيني، واصراره على ابقاء شعلة المقاومة مشتعلة، تتوارثها الاجيال .. جيلا بعد جيل، هو الذي كسر ظهر المشروع الصهيوني وقوض اركانه، وها هو ينهار من الداخل ..
مفكرون صهاينة امثال «ايلان باببيه» تنبأوا بنهاية المشروع الصهيوني .. وبانتصارالديمغرافيا الفلسطينية، وها هو عددهم اليوم يتجاوز السبعة ملايين فلسطيني، ولا مناص من القبول بحل ديمقراطي على غرار ما حدث في جنوب افريقيا..
نهاية اسرائيل ليست بعيدة.. وها هو المشروع الصهيوني يبدأ رحلة الافول.