| أحمد صوان
الكل يعرف أن «إسرائيل» هي المرتكز الأساسي للسياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وهي السياسة التي احتفظ بها كل الرؤساء وعلى امتداد عقود من الزمن حيث إن كل رئيس أميركي كان يرى الأحداث والأوضاع والتطورات في المنطقة بالعين الإسرائيلية وهكذا فعل ترامب منذ مجيئه إلى البيت الأبيض الأميركي قبل ثلاث سنوات، وهو ما يراهن عليه أيضاً في حملته الانتخابية لولاية ثانية إلى حد أنه تجاوز وفي كثير من الإجراءات والقرارات معظم الرؤساء الأميركيين في إغداق الهدايا والمكافآت للكيان الصهيوني، بدءاً من اعتبار القدس «عاصمة أبدية موحدة» لهذا الكيان الغاصب إلى إعلان ترامب المشؤوم حول الجولان السوري المحتل إلى اعتبار المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة «شرعية» إلى «صفقة القرن» إلى قطع المساعدات للسلطة الفلسطينية إلى وقف التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إلى إغلاق مكتب البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، وكل هذا مجرد مؤشرات على أن ترامب هو «أفضل صديق لإسرائيل» على حد قوله حيث أوفى بوعوده من أجل كسب «اليهود الأمريكيين والحصول على أصواتهم كما فعل في العام 2016.
ففي سلسلة مواقف أطلقها ترامب في خطابه أمام مؤتمر المجلس الإسرائيلي- الأمريكي الذي عقد مؤخراً في ولاية فلوريدا بهوليود والتي تعتبر إحدى الولايات الرئيسية لتراكم أصوات المجمعات الانتخابية.. كان واضحاً، سبب عزفه على المصلحة التجارية والثروة المالية في حديثه عن أهمية التصويت له لولاية ثانية لأنه وكما قال هو من سيحمي «اليهود» هذه الثروة على الرغم من أن بعض اليهود لا يحبون «إسرائيل» ولن يكون قلقاً بشأن الحصول على أصواتهم. ماذا يعني هذا؟…
باختصار شديد إن ترامب قد استعاض عن المرتكز الثاني للسياسة الأمريكية في المنطقة وهو النفط بالثروة وبحماية من يسميهم «الحلفاء». ومن هنا نجد أن كسب المال إضافة إلى دعم الكيان الصهيوني هما هاجس ترامب في تحقيق مصالحه الشخصية والسياسية أيضاً. ومع افتضاح سياسة «المرابي» ترامب ومن أجل تجميلها على نحو يخدم تطلعاته في البقاء في السلطة حاول دغدغة مشاعر «اليهود»، لكنه لم يفلح لأنه سرعان ما اتهم بمعاداة السامية وهنا مكمن الخطر.