عقد قيادتا حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، أمس الثلاثاء، اجتماعًا موسعًا ومطوّلًا في العاصمة المصرية القاهرة ،جرى خلاله بحث القضايا المهمة على الصعيد الوطني والعلاقة الثنائية الاستراتيجية بين الحركتين.
وحضر الإجتماع كلاً من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي المجاهد زياد النخالة، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وبحثت قيادة الحركتين، بحسب البيان المشترك الذي صدر عنهما، ووصل نسخه عن لــ"قناة فلسطين اليوم"، "سبل مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية في ظل محاولات تصفيتها ومواجهة صفقة القرن وإجراءات تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه زماناً ومكاناً، بما في ذلك خطوات السيطرة على الضفة المحتلة عبر الاستيطان والذي كان آخره اعلان الحي الاستيطاني الجديد في مدينة الخليل" .
وأدان الطرفان "الموقف الأمريكي الخطير بادعاء مشروعية الاستيطان القانونية".
وتوقفت القيادتان، "أمام نضالات وتضحيات الأسرى في سجون الاحتلال وأوضاعهم الصعبة وسبل العمل على تحريرهم من الأسر من جهة وانهاء معاناتهم ودعم نضالاتهم داخل السجون من جهة أخرى مستحضرين الأسير الشهيد سامي أبو دياك آخر شهداء الحركة الأسيرة".
وتضمن الاجتماع حديث معمق "حول أوضاع اللاجئين في مخيمات الشتات مؤكدين على حقهم الثابت في العودة إلى ديارهم، كما أعرب المجتمعون عن تضامنهم ووقوفهم مع شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح".
وبحثت قيادتا الحركتين "العدوان الأخير على قطاع غزة الذي بدأ باغتيال القائد في سرايا القدس الشهيد بهاء أبو العطا ومحاولة اغتيال عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي في دمشق القائد أكرم العجوري والاعتداءات الصهيونية المتتالية على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية ".
وأكدت قيادتا الجهاد الإسلامي وحماس، على "استمرار أعلى درجات ومستويات التنسيق بين مختلف المستويات القيادية بين الحركتين وخاصة في إطار غرفة العمليات المشتركة والعمل على تطويرها".
وشدد المجتمعون على "اعتبار العلاقة الاستراتيجية بين الجهاد وحماس تمثل تحالفاً ثابتاً، وأنها تطورت وتجاوزت كل محاولات نشر الاشاعات والادعاءات الباطلة لبث الفرقة والخلاف بين أبناء الحركتين".
كما بحث الاجتماع الأوضاع الفلسطينية الداخلية والتطورات المتعلقة بإجراء الانتخابات، مؤكدين على "ضرورة بذل كل الجهود لاستعادة وحدة الشعب الفلسطيني للتفرغ لمواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية بما يتطلب سرعة إعادة بناء م. ت. ف على أسس ديمقراطية لتمثل الكل الوطني الفلسطيني ووضع استراتيجية وطنية موحدة لحماية الثوابت الفلسطينية".
وبشان مسيرات العودة ناقش الطرفان "الجهود الوطنية في إطار مسيرات العودة وكسر الحصار ومختلف الجهود الشعبية والجماهيرية في غزة والضفة الغربية للتصدي لمخططات العدو، وتأمين انخراط جماهير شعبنا الفلسطيني في المواجهة معه".
كما توجهت قيادتا الحركتين في ختام البيان المشترك بـ" الشكر الجزيل لجمهورية مصر العربية لدعوتها الكريمة ودورها الذي تبذله في سبيل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام ووقف العدوان الصهيوني المتكرر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وكان وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام للحركة زياد النخالة، وصل مساء الاثنين، وذلك بالتزامن مع وصول وفد أخر من حركة حماس برئاسة اسماعيل هنية، إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وقال مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب خلال لقاء مع "قناة فلسطين اليوم"، إن "النخالة وصل القاهرة على رأس وفد من الحركة، وذلك لإجراء محادثات مع الأشقاء المصريين بالإضافة إلى عقد لقاءات ثنائية مع حماس".
وأضاف شهاب، أن "الوفد في القاهرة سيتناول عدة ملفات على رأسها رفع الحصار عن قطاع غزة".
في سياق متصل، أكدت الجهاد الاسلامي، أن الزيارة التي يقوم بها النخالة, والوفد المرافق له لجمهورية مصر العربية, تأتي في إطار تعزيز العلاقات مع الأشقاء المصريين , والبحث عن كيفية إنهاء معاناة الناس في الذهاب والإياب لمصر, وكذلك العمل على إطلاق سراح بعض الموقوفين الفلسطينيين لدى أجهزة أمنية مصرية.
وأوضحت الحركة في بيان لها وصل "فضائية فلسطين اليوم" نسخة عنه، أن الوفد سيطالب الإخوة بمصر خلال هذه الزيارة , بممارسة الضغط على الاحتلال لوقف العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني, وبالذات المشاركين في مسيرات العودة, وإلزام العدو بوقف استهدافهم, كونهم من رعى اتفاق وقف النار بالجولة الأخيرة بعد استشهاد القائد بهاء أبو العطا.
كما واعتبرت أن "بعض التصريحات التي صدرت عن قيادات فلسطينية عابثة, أو محللين مصريين , حول زيارة وفد الحركة للقاهرة، تأتي في خانة التسويق للتسوية والتطبيع مع العدو الصهيوني, وإرباك الزيارة، مشيرةً إلى أن هذا يسيء لمصر ولدورها".