Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

كوخافي واشتعال الحرب...الدوافع والأهداف..

عامر خليل || 

رفع مستوى التبشير بتهديدات قادمة قد تؤدي الى اشتعال حرب ليس جديدا في السلوك الإسرائيلي السياسي والأمني فهو يقع ضمن إستراتيجية تريد الحفاظ على حالة التحفز الأمني لدى جيش الاحتلال والجمهور الإسرائيلي وإبعاده عن الانشغال في أزماته الداخلية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي هذا السياق تأتي تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال افيف كوخافي بان «الوضع هش وقد يتدهور إلى حرب على جبهتين»، ويلاحظ هنا ان هذه القول يأخذ بعدا أكثر جدية لصدوره عن رأس المؤسسة العسكرية وليس السياسية ممثلة بنتنياهو.

 

معروف ان نتنياهو وضع مسألة التهديدات في مقدمة اهتماماته ودعايته السياسية وجعل ايران التهديد الاساسي ونجح في دفع ادارة ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي الموقع بين ايران ودول 5+1 الموقع عام 2015 الا ان نتنياهو حول هذا الموضوع لاستثمار سياسي عشية الانتخابات الاسرائيلية العامة الأولى والثانية وتفاخر بهذا الانجاز وعلاقته مع الولايات المتحدة وتحدث إلى الأمم المتحدة بخرائط عن مفاعل نووي ايراني وسرقة الأرشيف النووي ثم ما اسماه مصانع الصواريخ الدقيقة في لبنان وربط بين إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين في توجه يريد لفت نظر الإسرائيليين الى حرصه على أمنهم وما حققه من انجازات عشية الانتخابات بعيدا عن التركيز عليه شخصيا في انتخابات التاسع من أيار والسابع عشر من أيلول الماضيين ودفع قضايا الفساد الثلاث ضده إلى أدني سلم الاهتمامات وكانت الاعتداءات التي نفذت في سوريا والعراق جزءا من هذا الجهد .

 

نتنياهو كوزير للحرب هو الذي عين افيف كوخافي رئيسا للأركان واستخدم الاخير في خط دعايته السياسية خلال الانتخابات بمرافقته في زيارات الى قواعد عسكرية وعلى حدود قطاع غزة وشمال فلسطين ولم يستطع كوخافي الابتعاد عن هذا التوظيف لكن مقابلته مع المراسلين العسكريين الأسبوع الماضي مع انتهاء الانتخابات ومفاوضات تشكيل الحكومة تشي ان كوخافي يقرأ الخارطة وفق زاوية أمنية وعسكرية في ظل معطيات جديدة.

 

ما يسربه المحللون العسكريون في الصحافة يشير الى ان تقديراً امنياً جديداً يقول ان ايران سترد على اعتداءات قادمة  تستهدفها في سوريا او أي مكان اخر ما يفسر قول كوخافي ان الوضع هش وحساس الى جانب ان تلك الاعتداءات لم تنجح في تحقيق اهدافها بإبعاد إيران عن سوريا او افشال ما ادعته حول اقامة مصانع صواريخ دقيقة، وتشير اوساط امنية إسرائيلية الى مخاوف الى مزيد من الاعتداءات قد تفضي الى رد إيراني يغير قواعد اللعبة بعد قرار إيراني على اعلى مستوى اتخذ في هذا الصدد ما يوجب حذرأ إسرائيلياً اكبر بهذا الشأن وتخفيض وتيرة الاعتداءات وما يلاحظ أنها توقفت خلال الشهر الماضي بشكل كامل فالتداعيات المترتبة عليها يمكن ان تؤدي الى حرب واسعة في الشمال.

 

لا يخفى هنا ان المخاوف الإسرائيلية الأمنية وما تبعها من تسريبات تأتي في سياق الحملة الدعائية الاسرائيلية ضد محور المقاومة في المنطقة ومحاولة تجنيد موقف عربي ودولي يتبنى موقفها اذ اعلن نتنياهو ان ايران نصبت صورايخ بعيدة المدى في اليمن يمكن ان تضرب أي مكان في فلسطين وتبع ذلك بالحديث عن دعم ايران للمقاومة في لبنان وغزة ومحاولتها تجنيد نشطاء في الضفة المحتلة وتمركزها في سوريا والعراق  وجاء دخول تل ابيب على خط  المشهد الداخلي اللبناني وتوزيع رسالة الى المجتمع الدولي بان « أي مساعدة في استقرار الوضع السياسي في لبنان، على ضوء الاحتجاجات هناك، يجب أن تُقدّم شريطة أن تتم معالجة قضية الصواريخ الإيرانية الدقيقة، لإيران وحزب الله في البلاد».

 

لا يمكن فصل الحديث الإسرائيلي المتواتر عن هشاشة الوضع واحتمالية اندلاع حرب عن رفع ضغوط على المستوى السياسي كي يوافق على ميزانيات اضافية لوزارة الحرب يطالب بها اشكنازي لمواجهة التحديات على جبهة الشمال والجنوب بأكثر من مليار دولار لتمويل مشاريع تسليجية وتدريبية وهي طريقة معتادة لقادة الجيش لاستجلاب ضغوط على المستوى السياسي وتقليص ميزانيات الوزارات الحكومية ونقلها لميزانية الجيش في وقت يعاني فيه الاقتصاد الإسرائيلي من انخفاض النمو وارتفاع العجز مع حالة اللاستقرار سياسي واحتمالية انتخابات ثالثة يضخ لها اموال اضافية تصل الى 150 مليون دولار.

 

أي كانت دواعي رفع سقف التهديدات الذي يتزامن مع مفاوضات تشكيل الحكومة الاسرائيلية وسيرها نحو طريق مسدود فإنها تحمل رسائل الجيش بضرورة انهاء حالة الجمود الإسرائيلي في هذه التهديدات وكان اجتماع كوخافي مع بني غانتس قبل اسبوعين واطلاعه على الوضع الامني مؤشرا على محاولة التأثير غير المباشر على الاحزاب للدفع نحو تشكيل سريع للحكومة والذي يعطل البحث في طلب الجيش زيادة ميزانية الحرب واتخاذ قرارات أمنية بعيدا عن الوضع السياسي غير المستقر.