دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار الجماهير الفلسطينية للمشاركة الحاشدة والواسعة في الجمعة القادمة التي تحمل عنوان "مستمرون".
وأكَّدت الهيئة خلال مؤتمر صحفي في ختام فعاليات جمعة اليوم "يسقط وعد بلفور"، على استمرار "مسيرة العودة وكسر الحصار بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية حتى تحقيق أهدافها وستعمل على نقلها وتمددها الجغرافي وتطويرها باعتبارها مسار كفاحي مستدام أعاد رسم الأمل أمام الأجيال وجعلت فلسطين حاضرة في الذهن وقريبة من عيون وقلو الاجيال الصاعدة كما كانت دومًا على مدار ما يزيد عن سبعون عامًا".
كما أكدت "رفض شعبنا في أماكن اللجوء والشتات لهذا الوعد ونتائجه وتمسك شعبنا بحقه في العودة إلى أرضه ومقاومته حتى يلغي نتائجه وتداعياته المتمثلة بالاحتلال والاغتصاب لفلسطين"، داعيةً "مملكة بريطانيا المتحدة الى الاعتراف بخطئها بحق ملايين اللاجئين نتيجة وعد وزير خارجيتها كما ندعوها الى تقديم اعتذارًا رسميًا للشعب الفلسطيني على هذا القرار الذي دمر مستقبل شعب بأكمله والعمل على مسح آثاره الكارثية وسيظل حق العودة من الحقوق الأصيلة لشعبنا الفلسطيني طال الزمان أو قصر".
وطالبت الهيئة "الدول والمؤسسات الدولية التي ورثت عصبة الأمم المتحدة التي وافقت في ٢٤/يوليو/١٩٢٢م على القرار وسهلت الهجرة وصنعت المستقبل الأسود لشعبنا بالتراجع عن الخطأ التاريخي الذي ارتكبوه بحقنا وتعديل مواقفهم وتعويض شعبنا عن معاناته منذ ما يزيد عن 70 عامًا".
وفي سياقٍ آخر قالت أنه "من المعيب على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بقاء الحصار على 2 مليون مواطن بغزة ناهيك عن عار بقاء القدس والقيامة بيد الصهاينة الغزاة"، مُطالبةً "الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بتبني قرارات حاسمة وجريئة بإنهاء الحصار الظالم عن غزة أولاً وبوقف كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني وعدم السماح بالهرولة للعدو ودعم حق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة".
وشدّدت على ضرورة "انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية باعتبارها كلمة السر وصمام الأمان في بقاء المشروع الوطني والعمل على ترتيب البيت الفلسطيني لضمان مشاركة الجميع"، مُؤكدةً أن "الانتخابات الحرة النزيهة الشاملة للمنظمة والرئاسة والمجلس التشريعي حق لكل مواطن فلسطيني في كل مكان، وعلى قاعدة الشراكة والوفاق لإفراز قيادة فلسطينية ملتحمة مع شعبها قادرة على إدارة المرحلة من الصراع مع المحتل وصولاً إلى تحرير الأرض والمقدسات، ولا فيتو لأحد يظن أنه الأكبر أو المحتكر للقضية والسياسة الوطنية".
ودانت الهيئة "إقدام العدو الصهيوني على اعتقال النائب وعضو المجلس التشريعي المناضلة خالدة جرار"، مُطالبةً "بتحرك المؤسسات الدولية والقانونية للإفراج عنها وعن كل نواب المجلس التشريعي".
ودعت الهيئة في ختام بيانها شعبنا إلى "المشاركة في فعاليات الجمعة القادمة "جمعة مستمرون" تأكيدًا منا على استمرار مسيرة العودة وكسر الحصار ورفضًا لتهديدات العدو بالاغتيال والاجتياح ورفضًا لاستباحة الضفة الغربية وهدم بيت أم ناصر أبو حميد بمخيم الامعري وتأكيدًا منا على أن بلفور ووعده قد مات بصمودنا وبقي شعبنا وحقوقه المشروعة".
وأصيب عدد من المواطنين اليوم الجمعة جراء قمع قوات الاحتلال للمُشاركين في فعاليات الجمعة (81) من مسيرات العودة وكسر الحصار التي حملت عنوان "يسقط وعد بلفور"، في مخيمات العودة الخمس شرقي قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، أن الطواقم الطبية تعاملت مع 59 إصابة مختلفة منها 34 بالرصاص الحي من قبل قوات الاحتلال شرق قطاع غزة.
وبدأت جماهير شعبنا عصر اليوم الجمعة بالتوافد إلى مخيمات العودة للمشاركة في فعاليات هذه الجمعة، في حين قالت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، أن "فعاليتها مستمرة للجمعة الحادية والثمانين في القطاع، تأكيدًا على رفض الشعب الفلسطيني لوعد بلفور المشؤوم، وكل ما ترتب عليه".
يُذكر أن قوات الاحتلال قتلت 324 فلسطينيًا وأصابت 18085 آخرين، منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من آذار/ مارس 2018، من بين الشهداء 16 شهيدًا محتجزة جثامينهم، من بينهم أيضًا 46 طفلًا وسيدتيْن.
