يوافق اليوم الثلاثاء 29 تشرين أول/أكتوبر الذكرى الـ63 لمجزرة كفر قاسم "إحدى قرى المثلث" داخل الأراضي المحتلة عام 1948م، التي نفذتها العصابات الصهيونية عام 1956، واستشهد خلالها 49 فلسطينيا وجرح نحو 18، بينهم نساء وأطفال.
بدأت المجزرة عندما أعطت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمرًا يقضي بفرض حظر التجول على القرى العربية في "المثلث الحدودي" الذي يمتد من أم الفحم شمالا إلى كفر قاسم جنوبا، بدءا من الخامسة مساء يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 1956 وحتى السادسة من صباح اليوم التالي.
وكانت ما تسمى قوات حرس الحدود الإسرائيلية استغلت انشغال العالم بالعدوان الثلاثي على مصر في يومه الأول الموافق 29 أكتوبر/تشرين الأول 1956.
وفي ذاك اليوم، كمنت قوات الاحتلال لأهالي كفر قاسم العائدين من حقولهم في المساء، وقتلت 45 منهم دون ذنب وبذريعة خرق أمر منع تجول لم يعلن عنه.
وكان من بين شهداء مجزرة كفر قاسم مسنون و23 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8-17 عاما، و13 امرأة، ولم يكن عدد سكان كفر قاسم آنذاك يتجاوز ألفيْ نسمة. وقد سقط عند المدخل الغربي للبلدة وحده 43 شهيداً .
وفي السادس عشر من تشرين الأول لعام 1958 أصدرت المحكمة بحق مرتكبي الجريمة أحكاما متفاوتة بالسجن، تتراوح ما بين 15-17 عاما، بتهمة الاشتراك بقتل 43 فلسطينا، بينما حكم على الجنود الآخرين السجن الفعلي لمدة 8 سنوات بتهمة قتل 22 فلسطينيا، غير أن هذه العقوبة لم تتم.
وقررت محكمة الاستئناف تخفيف المدة، حيث أطلق سراح آخرهم مطلع العام 1960، فيما قدم يسخار شدمي، صاحب الأمر الأول في المذبحة في مطلع 1959 وكانت عقوبته التوبيخ، ودفع غرامة مقدارها قرش إسرائيلي واحد!! ليكون هذا اليوم بداية العدوان الثلاثي على مصر.
صحيفة حداشوت الصهيونية نشرت في العام 1991 تحقيقا حول المذبحة استنادا الى وثائق عسكرية رسمية، كشفت ان المخطط استهدف اخلاء المواطنين العرب من منطقة المثلث في اطار حرب محتملة مع الاردن عشية العدوان الثلاثي على مصر ،1956 كما كشفت ان بعض الجنود سألوا الضابط المسؤول قبيل المذبحة بدقائق: ما هو مصير من عاد من خارج القرية ولم يعلم بمنع التجول فقال الضابط: “ان مصيره القتل”.
وكفرقاسم هي قرية فلسطينية ضمت الى “اسرائيل” مع بقية قرى المثلث بموجب اتفاقية الهدنة مع الأردن عام 1948.
وتلقب القرية بـ"مدينة الشهداء"، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الأول "الشيخ قاسم"، وهو أحد سكّان قرية مسحة المجاورة، الذين تشير المصادر إلى أنهم أسسوا كفر قاسم، ويبلغ عدد سكانها اليوم، ما يقارب 23 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 9154 دونماً.
رغم مرور عشرات السنين على مجزرة كفر قاسم فإن البلدة -وكذلك مدن وقرى الداخل الفلسطيني عامة- ما زالت تشهد سنويا بالتزامن مع ذكرى المجزرة فعاليات واسعة إحياءً لها، تبدأ عادة بالخروج في مسيرة شعبية انطلاقا من مكان النصب التذكاري الذي أقيم في مكان حدوثها، وتنتهي بزيارة مقبرة الشهداء لقراءة الفاتحة على أرواحهم.