قال الوزير "الإسرائيلي" يوسي بيلين في مقال نشره بصحيفة "يسرائيل اليوم" العبرية "إن أي عملية عسكرية إسرائيلية ضد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة اليوم ستكون خطأ كبيرًا" ، مبيناً أن المحددات الأساسية للحكومة المقبلة ينبغي أن تتركز في أن اتفاق القوى العظمى مع إيران يعتبر إنجازا "لإسرائيل" وأن إلغاءه سيشكل ضررا كبيرا عليها.
وأضاف بيلين أحد رموز "حزب العمل" السابقين، والرئيس السابق "لحزب ميرتس"، ومن رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين "أن من يريد السلام مع الفلسطينيين يجب عليه الدخول في مفاوضات رسمية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس" .
وأوضح أن "منظومة العلاقات القائمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي تعتمد توفير مستوى معيشي معقول للفلسطينيين، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، والأهم من ذلك استمرار التنسيق الأمني المجدي مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، يعتمد بدرجة كبيرة على أبو مازن شخصيا، وهذا استنتاج يدركه كثير من كبار الضباط الإسرائيليين".
وأضاف أن "آخر هؤلاء الضباط الذين يحملون هذه القناعات هو الجنرال درور شالوم رئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان، في حديثه قبل أيام".
ونقل بيلين، عن شالوم قوله بأن "أبو مازن هو حجر الزاوية الجوهري في الهدوء الأمني الذي تعيشه إسرائيل منذ عام 2006، ولذلك فإني أرى صعوبة في رؤية خليفة له يقدم مواقف معتدلة وبراغماتية أكثر من أبو مازن، الأمر الذي يتطلب من إسرائيل أن تأخذه بعين الاعتبار".
وأضاف شالوم في التصريحات التي ينقلها بيلين في مقاله، بأن "أي معركة عسكرية جديدة ضد حماس في قطاع غزة لن تضيف شيئا جيدا لإسرائيل، ولن تكون إسرائيل بعدها أكثر قوة، لأن كل ما سيحدث في نهاية هذه المواجهة أن يعود الجانبان، إسرائيل وحماس، إلى النقطة ذاتها التي نجد أنفسنا فيها اليوم، حيث سينشأ حوار بينهما حول هدنة طويلة الأمد، تتضمن وقفا لإطلاق النار".
وأوضح بيلين أن "إيران تمثل العدو الأساسي لإسرائيل في المنطقة، وتتصدى لها في عدة جبهات في آن واحد معا، مع أنها بعيدة نسبيا عن تحصيل القنبلة النووية لمدة عامين على الأقل، ولذلك فإنني أقل هدوءا اليوم من السابق في الموضوع الإيراني".بحسب عربي21
وأشار إلى أن "الحكومات الإسرائيلية التي ترأسها بنيامين نتنياهو خلال العقد الأخير، سعت لبث جملة من الرسائل الأمنية حول المواضيع السالفة أعلاه، ومن أهمها أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران إنجاز كبير للسياسة الإسرائيلية، ويجب المضي قدما في هذه الجهود لإلغاء الاتفاق كليا من أساسه".
وأكد أن "الرسالة الإسرائيلية الثانية أن محمود عباس ليس شريكا للسلام، والسلطة الفلسطينية ما زالت باقية أساسا بفضل الجيش الإسرائيلي، وأن التنسيق الأمني يعمل لصالح الفلسطينيين، وأنه هامشي من ناحية الأهمية من وجهة نظر حكومات نتنياهو المتعاقبة".
وأوضح أن "الرسالة الإسرائيلية الثالثة تتعلق بأنه لا خيار أمامنا إلا الذهاب إلى معركة عسكرية جديدة في قطاع غزة تؤدي إلى إخضاع حماس، في حين أن الجنرال شالوم خرج ضد هذه الرسائل الثلاث للحكومات الإسرائيلية بصورة واضحة".
وختم بالقول بأن "الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون ملزمة بقراءة المؤشرات التي بثها شالوم في مقابلته الأخيرة، والوزراء الجدد في حال وصلوا إلى مقاعد الحكومة، ولديهم آراء مختلفة، فإنه يجب عليهم الاطلاع على ما ذكره شالوم".