التقى وفدٌ من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالساحة السورية، اليوم الأربعاء، الوزير الفنزويلي المستشار هواكين خوسيه غوميس، بمقر السفارة الفنزويلية في دمشق.
وضمَّ وفد الحركة ممثلها في سورية إسماعيل السنداوي، وكلاً من مسؤول العلاقات العامة إبراهيم موعد، والإعلامي عوض أبو دقة.
ووضع السنداوي، الوزير غوميس، في صورة الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية، لاسيما قضية الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.
وقال السنداوي :"سعيدون بهذا اللقاء؛ ففنزويلا دولة حليفة ومساندة للحق الفلسطيني، وهي تعاني كما نعاني من الاستهداف والحصار؛ نتيجة مواقفها المبدئية والمناهضة للإمبريالية".
واستعرض واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وخاصةً المضربين منهم عن الطعام، موضحاً أن أوضاعهم -لاسيما الأسيرين كايد الفسفوس ومقداد القواسمي- غاية في الخطورة.
وشرح السنداوي معاناة الأسرى الستة الذين نجحوا في انتزاع حريتهم من سجن "جلبوع"، وأُعيد اعتقالهم، مبيِّناً أن الاحتلال يقوم بعزلهم في زنازين انفرادية، ويعيشون ظروفاً قاسية.
واستهجن صمت المجتمع الدولي وتقصيره تجاه معاناة الأسرى الفلسطينيين، مطالباً الدول الصديقة والحليفة والتي تناهض الإمبريالية العالمية المتمثلة بأمريكا وربيبتها إسرائيل في المنطقة، أن تتبنى قضيتهم.
وتطرق السنداوي إلى معركة "سيف القدس" وما حققته من نتائج، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حاول خلالها طمس الحقائق وقلب الصورة من خلال قصفه واستهدافه لمقار المؤسسات الإعلامية.
كما أشار إلى أن المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان، قام بتمزيق تقرير حقوق الإنسان الأممي، على مرأى ممثلي المجتمع الدولي، الذي لا يُحرك ساكناً أمام هذه العربدة الواضحة.
ونوه السنداوي إلى ما تعانيه "الأونروا" من محاولات لتصفيتها، ودفعها لتغيير مناهجها الدراسية.
وشدد على أن المقاومة الفلسطينية بخير، وهي رغم الحصار استطاعت أن تُرمم بنيتها التحتية وقدراتها، مؤكداً أنهم مستمرون على هذا النهج حتى التحرير والعودة.
بدوره، رحَّب الوزير غوميس، بالوفد الزائر، قائلاً :"نرحب بكم على الدوام في فنزويلا، واعتبروا سفارتنا في دمشق بمثابة بيتكم".
وأضاف "إذا كان هناك شعب في العالم تعرض ويتعرضُ للظلم والعدوان والحصار فهو الشعب الفلسطيني المُكافح".
ولفت غوميس إلى أنه عندما نتحدث عن اعتقال النساء والأطفال الفلسطينيين، معتبراً ذلك قرصنة وعملاً غير إنساني.
وتابع :"كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وعدوان يحدث وسط لامبالاة عالمية؛ بل وخوف من بعض الدول أن يكون لموقفها تبعات".
ومضى غوميس يقول :"ما سأقوله، أقوله بفخر: لم ندعم الشعب الفلسطيني لأننا نعاني نفس الظروف التي يعيشونها، بل دعمنا سابق، وفنزويلا ليس لها أي مصلحة في ذلك".
وأوضح أن هذا الدعم المبدئي للقضية الفلسطينية ازداد وقوي مع فرض الحصار على فنزويلا.
وأشار الوزير الفنزويلي إلى أنه كان هناك سفارة إسرائيلية في كاراكاس، لكن الرئيس الراحل هوغو تشافيز، طردهم عندما هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي، لبنان في تموز/يوليو عام 2006.
وبحسب غوميس، فإن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، لبرج الجلاء في غزة خلال العدوان الأخير، كان بهدف إسكات وسائل الإعلام، لكننا لاحظنا رغم ذلك من قاموا بتوثيق هذه الاعتداءات معرضين أنفسهم وهواتفهم للقرصنة، حيث تمت مهاجمة جميع المواقع التي نقلت ذلك، ولكنهم نجحوا في النهاية.
ووفق الوزير غوميس "لا أريد أن أدعي أنني خبير في الشأن الفلسطيني، لكن لمسنا رفضاً دولياً كبيراً للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة نتيجة من عملوا على نقل ذلك إعلامياً".
وشدد على أن "إسرائيل" هي من تُدير السياسة العالمية، وربيبتها هي الولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً الإمبريالية شكلاً من أشكال التحكم بالاقتصاد العالمي، لافتاً إلى أن أحد القوانين التي يتم تطبيقها اليوم هي الاعتقال الإداري، وهي من أوجه الإمبريالية مع تغير العصور، ففي الماضي كانت الإمبراطورية البريطانية، واليوم الإمبراطورية الأمريكية.
وبيَّن غوميس، أن "إسرائيل" تحاول تصوير الشعب الفلسطيني بأنه "مُعتدي"، وأنها "الضحية"، لافتاً إلى أن هناك أشخاصاً عاديين ربما أقوى من المسؤولين والقادة، في نقل الصورة، والرأي العام الصائب إلى عموم الناس، والتأثير في الجمهور، وهذا يجبر الحكومات على تغيير سياساتها.
وكشف عن كون بعض القيادات والمسؤولين تُشترى وتُغير آرائها، بينما الشعوب لا تُشترى.
كما لفت هوميش إلى أنه قبل وصول الزعيم هوغو تشافيز للحكم في فنزويلا، كانت أمريكا في نظر الشعب الفنزويلي معقل العدالة والقانون، في حين أن هناك رؤساء خاضعين لأمريكا، ويُدركون أنها قوة إمبريالية.
ووعد الوزير، بنقل المذكرة الرسمية المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين، لوزير الخارجية الفنزويلي، وعرض محتواها أمام العالم في أقرب فرصة.
واستطرد "سنسعى أن تصل هذه المعلومات للناس العاديين، وهذا هو الأهم من المحافل الدولية"، مستهجناً في الوقت ذاته، فتح كولومبيا مكتباً تجارياً ونقلها لسفارتها إلى القدس، معتبراً هذا خضوعاً للإمبريالية العالمية. وشبَّه كولومبيا بأنها "إسرائيل" أمريكا اللاتينية.
ودعا هوميش، إلى أن يستمر طريق النضال الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ويتواصل، معتبراً كفاحه أصيلاً ومتجذراً، وسيحقق هدفه آجلاً أم عاجلاً.