كشفت مصادر مصرية دبلوماسية، لـ"العربي الجديد"، كواليس زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر إلى القاهرة ، وقالت إنه فور وصوله إلى العاصمة المصرية التقى والوفد المرافق، رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، الذي أطلعه بدوره على ما دار في الاجتماع الذي عُقد في وقت سابق من الأسبوع الحالي، مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في عدد من دول المنطقة.
وأوضحت المصادر، أن جولة كوشنر في المنطقة هدفها الأساسي التنسيق بشأن تدشين وإطلاق عدد من المشاريع الاقتصادية "التحفيزية"، على حد تعبير المصادر، بين الدول التي تستهدفها "صفقة القرن" الأميركية (الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية)، وفي مقدمتها مشاريع الغاز الطبيعي والربط الإقليمي الخاص بها.
وبحسب المصادر، فإن المباحثات التي جرت أخيراً على مستوى رؤساء أجهزة المخابرات والقيادة السياسية في بعض البلدان مثل مصر والأردن ، تشير إلى تأجيل إطلاق الشق السياسي من "صفقة القرن" في ظل وجود تباينات واضحة في الرؤى لدى البعض، وفي مقدمتهم الأردن، الذي ما زال يتمسك بموقف كلّي رافض للإجراءات التي تستهدفها الخطة الأميركية، والتي تتحمّل فيها عمّان جانباً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين، وخسارة مساحة من الأراضي الأردنية، والانتقاص من سيادتها على مقدسات القدس.
وأوضحت المصادر أن "ما يدور في الكواليس، يشير إلى اتفاق حول فترة إضافية وتمهيدية عبر التوسع في الشق الاقتصادي للخطة الأميركية، من خلال تفعيل مجموعة من العقود الخاصة بإنشاء مراكز للطاقة تشارك فيها إسرائيل إلى جانب عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى الشروع في تنفيذ عدد من المشاريع اللوجستية التي تخدم بدورها محاور سياسية ضمن بنود صفقة القرن، مثل الدور الذي يقوم به النظام المصري في شمال سيناء عبر مجموعة من المشاريع التي تستهدف أهالي قطاع غزة في مرحلة لاحقة". وبحسب المصادر، فإن المشاورات المتعلقة بالشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن"، تتضمن دخول السعودية في مشاريع مباشرة مع إسرائيل"
وكان كوشنر قد وصل إلى القاهرة، قادماً من "إسرائيل" في إطار جولة في المنطقة تمهيداً لنشر تفاصيل الخطة الأميركية المعروفة بـ"صفقة القرن".