وصف الدكتور يوسف الحساينة عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الاثنين، صفقة القرن "بجريمة القرن الخطيرة" كونها تهديد وجودي للشعب الفلسطيني والأمة العربية، والتي يُراد منها إخضاع كل المنطقة سياسياً وأمنياً وثقافياً لمنظمة جديدة تتولى "إسرائيل" فيها الصدارة والمركزية.
وشدد الحساينة في تصريح لإذاعة القدس حول ورشة البحرين الاقتصادية وصفقة القرن، على وجود مخاطر جدية حقيقية على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وبين، أن الإدارة الصهيونية المتصهينة التي تقودها مجموعة من المسيحيين المتصهينين، تسعى لتطبيق صفقة "جريمة القرن" يُراد من خلالها تصفية القضية الفلسطينية، وفرض الحل الاقتصادي على شعبنا.
وأكد الحساينة أن الإدارة الأمريكية، أقدمت على خطوات عملية ميدانية على الأرض لتنفيذ الصفقة منذ رئاسة دونالد ترامب الرئيس المتصهين المُغالي في تطرفه تجاه المنطقة العربية والقضية الفلسطينية، كوقف تمويل برامج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، في طريق إلغاءها واستبدالها بإطار جديد أو منظمة جديدة في مسعى لشطب قضية اللاجئين، وفرض المسألة على الشعب الفلسطيني من خلال إلغاء منظمات الوكالة ومرتب بالهدف الضغط على الدول العربية التي يتواجد فيها فلسطينيين لتوطينهم.
ولفت إلى الاعتراف من الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني لكي يسحب من أي مفاوضات وحل قادم، بالإضافة للموافقة على ضم "إسرائيل" للجولان العربي السوري وبذلك يوفر الأمن للكيان الصهيوني.
أما أخطرها، فأوضح الحساينة أن ذلك يتمثل في موافقة الإدارة الأمريكية على ضم "إسرائيل" للمناطق cفي الضفة المحتلة، مُحققاً المجال الحيوي الأمني لـ"إسرائيل"، بجانب الإجراءات التي قامت بها الإدارة الأمريكية من تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني، وتجفيف المنابع سواء للسلطة أو المقاومة، فضلاً عن إشعال الحروب والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وتشديد الحصار على المقاومة الفلسطيني، كل ذلك يهدف للقبول بالحل الاقتصادي وهو جوهر صفقة القرن.
وقال الحساينة:"أمريكا تسعى لتطبيق صفقة القرن، ولكن نحن نعول ونراهن على قدرة شعبنا الفلسطيني، وأمتنا وشعوبنا العربية الحية على إفشال هذه الخطط، ولكن إذا ما نجحت الإدارة الأمريكية وإسرائيل والدول المتماهية والمتأمرة، فهذا يعني إلغاء حل الدولتين وشطب حق العودة. واعتبار القدس عاصمة للكيان وعلى الشعب الفلسطيني مستقبلاً اختيار عاصمة لهم في ضواحي القدس كما طرحت مسألة أبو ديس سابقاً".
وتابع:"كما تسعى الصفقة لفتح المجال والفضاء العربي السياسي والاقتصادي والاجتماعي حتى تكون "إسرائيل" دولة مركزية ومهيمنة ويتم خلق إطار ومنظمة جديدة على شاكلة الدول العربية لتكون كيان اقتصادي تكون "إسرائيل" جزء منه لما تملكه من قدرات ومقومات وتقنيات تصبح "إسرائيل" فيها أن تكون مهيمنة اقتصاديا ومركزية فيها".
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، أن الصفقة تسعى لإعادة انتاج السيطرة وتثبيت "إسرائيل" كيكان محتل للمنطقة، وإذا ما نجحت فالكيان الصهيوني سيذهب لضم الكتل الاستيطانية بالضفة وبالتالي لن تصبح الضفة وحدة جغرافية متماسكة اذا ماتم ضم الكتل الاستيطانية".
ووصف الحساينة الصفقة بأنها خطيرة كونها تهديد وجودي لشعبنا وامتنا ومخاطرها لا تتعلق بالشعب الفلسطيني، إنما يُراد منها إخضاع كل المنطقة سياسياً وأمنياً وثقافياً لمنظمة جديدة تتولى "إسرائيل" فيها الصدارة والمركزية وهذا ما أخطر ما تنتج عنه الصفقة، موضحاً أن هناك مخاطر جدية حقيقية على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وشدد الحساينة على أنه لا يمكن مواجهة الصفقة والفلسطينيون والعرب في هذا الحال من انقسام وشرذمة وحروب هنا وهناك، وخلق أعداء جدد وجعل "إسرائيل" كصديق عادي وهو ما أخطر ما يحدث في مؤتمر البحرين فهو يحقق لـ"إسرائيل" ما تريده من علاقات طبيعية مع الدول العربية والاقليم على كافة الصعد.
وقال الحساينة:"لابد لنا من اتخاذ مجموعة من الخطوات لمواجهة الصفقة ولا يمكن أن يتم ذلك ونحن مشرذمين منقسمين حول من هو العدو ومن هو الصديق، وهل يمكن إقامة سلام معها.
وبين، أن المطلوب إعادة الاعتبار لخيار المقاومة بكل ماتعنيه لمواجهة هذا المخطط والتمسك بالوثاق الوطني الفلسطيني الذي يعتبر فلسطين من بحرها لنهرها خالصة لفلسطين.
كما دعا السلطة لمغادرة نهج أوسلو الذي وصل لطريق اسدود، الذي تعتبر صفقة القرن هي جنين مشوه لهذا الاتفاق.