قالت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير لها اليوم السبت، إن السلام الاقتصادي الذي تحاول الإدارة الأمريكية التسويق له كان لا يزال غير واقعي"، مبينة أن "الأمم والأشخاص الذين يتعرضون للاحتلال والقمع، والذين يعانون من التمييز بسبب مصادرة الأراضي والمستوطنات، لديهم أيضا تطلعات وطنية وأمل بالحرية".
وأكدت الصحيفة إنه "حينما يتم الكشف عن الجوانب السياسية لـ"صفقة القرن"، فستكون منحازة لصالح "إسرائيل"، ولن تشجع على التوصل إلى تسوية سياسية بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية"، متسائلة: "لماذا احتاجت إدارة ترامب إلى عامين ونصف العام لوضع هذه المقترحات؟".
وبينت أن "فكرة السلام الاقتصادي مألوفة، وهي خطة طرحها بنيامين نتنياهو في عام 2008، عندما كان رئيسا للمعارضة"، لافتة إلى أن "نتنياهو يرى أن المفاوضات الاقتصادية يجب أن تجرى قبل المفاوضات مع الفلسطينيين".
ورأت الصحيفة أن مهندسي "صفقة القرن" جميعهم "مواطنون أمريكيون من أصل يهودي ومؤيدون لإسرائيل والاستيطان بشكل خاص"، في إشارة منها إلى مستشاري ترامب الثلاثة، وهم المبعوث الخاص جيسون غرينبلات وصهره جاريد كوشنر والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان.
وشددت "معاريف" على أنه "من الصعب الاعتقاد بأنهم مناسبون لدفع المفاوضات في مثل هذا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المعقد"، موضحة أن التسريبات تشير إلى أن الاقتراح الأمريكي للاتفاق، ينقسم إلى قسمين، في المرحلة الأولى "السلام الاقتصادي"، ثم "السلام السياسي".
وقالت الصحيفة إن "نتنياهو يؤثر على ترامب في مسألة الترتيب مع الفلسطينيين"، معتقدة أن "الإدارة الأمريكية قبلت باقتراح نتنياهو، وتبنت السلام الاقتصادي، من خلال الدعوة إلى مؤتمر البحرين".
وبشأن مؤتمر البحرين استدركت بقولها: "من المشكوك فيه إلى حد كبير أن يحدث أي تطور دراماتيكي في مؤتمر البحرين أو المؤتمرات المماثلة التي تليه، ونتنياهو يعرف ذلك جيدا"، مضيفة أن "نتنياهو يحاول إقناع الرأي العام بحقيقة أنه لأول مرة سيشارك وفد من رجال الأعمال في مؤتمر بالبحرين".
واعتبرت الصحيفة أن ذلك لو حدث فإنه "لا توجد فيه عظمة"، مؤكدة أن "البحرين هي واحدة من الدول العربية التي تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل، ومعظمها سرية".
وتابعت: "معاريف" "يحضر المؤتمر ممثلون عن دولة الإمارات والسعودية، وسيكون هذا بالتأكيد مساهمة مهمة للمبادرة الأمريكية، ولكن أيضا هو أمر بديهي، لأن كلا البلدين يدعمان بشكل أعمى أي تحرك أمريكي"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "مصر والأردن وتحديدا الأخيرة تتعامل بحذر أكبر، رغم أنهما صديقان ومؤيدان لواشنطن ويحافظان على علاقات أمنية وثيقة مع إسرائيل".
ونوهت إلى أن "عمان والقاهرة لا تقدمان صكا مفتوحا لإسرائيل للتصرف كيفما تشاء ضد الشعب الفلسطيني"، معتبرة أن "مواقف هاتين الدولتين تقلل من فرص نجاح مؤتمر البحرين".
وأردفت الصحيفة قائلة: "حتى لو انتهى المؤتمر بنجاح، فيجب أن نتذكر تصريحات السفير الأمريكي السابق في تل أبيب دان شابيرو، الذي قال إنه حتى عندما وافقت الدول والمليارديرات على التبرع بالمال لتعزيز السلام الاقتصادي كمقدمة لاتفاقية الأمن السياسي، فإن وعود المساعدات المالية تحطمت على أرض الواقع".