قال مكتب إعلام الأسرى إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تمارس أساليب التعذيب المحرمة دولياً ضد الأسرى خلال التحقيق في السجون والتي قد تفضي إلى الموت، وبغطاء من الجهاز القضائي والسياسي، ما أدى إلى استشهاد 72 أسيراً منذ العام 1967.
وأوضح المكتب في تقرير بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاستشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات من سكان يطا قضاء الخليل بسبب التعذيب، أن الاحتلال هو الكيان الوحيد الذي يشرع التعذيب باسم القانون، ويسمح للمحققين بممارسة التعذيب ضد الأسرى، دون احترام لآدمية الإنسان، وقد وفرت المحاكم الإسرائيلية غطاءً له؛ حتى لا تتم ملاحقتهم قضائياً في حال رفعت دعاوى ضدهم أمام تلك المحاكم.
وذكر أن الأسير حريزات استشهد في مركز توقيف المسكوبية في القدس بتاريخ 27/4/1995 بعد اعتقاله بأربعة أيام؛ نتيجة تعرضه للتعذيب بأسلوب الهز العنيف على يد أربعة من المحققين تناوبوا عليه، وقد دخل في غيبوبة بعد خمس عشرة ساعة فقط من اعتقاله واستشهد في المستشفى، وأكد تقرير الطب الشرعي بأن سبب الوفاة يعود إلى نزيف حدث داخل الجمجمة فوق المخ، ونتيجة تلف حاد في ألياف الأعصاب ناتج عن الهزّ العنيف والمفاجئ، إضافة إلى نزيف سطحي تحت الجلد في الجزء العلوي والأمامي من الصدر والأكتاف.
إعلام الأسرى أفاد أن الاحتلال يستخدم عشرات أساليب التحقيق والتعذيب الجسدية والنفسية، وهذه الوسائل العنيفة أدت إلى استشهاد (72) أسيراً في سجون الاحتلال، من أصل (219) هم شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، فنادراً ما لا يتعرض معتقل فلسطيني لأحد أشكال التعذيب، وغالباً يتعرض المعتقل لأكثر من أسلوب من أساليب التعذيب.
وتؤكد الإحصائيات أن 99% من الأسرى الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال تعرضوا للتعذيب في أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الصهيونية ومراكز التوقيف المختلفة، ويعتبر إعلام الأسرى أن استمرار الاحتلال في استخدام التعذيب بحق الأسرى يفتح الباب أمام ارتقاء شهداء بينهم.
وبيّن إعلام الأسرى أن التعذيب في سجون الاحتلال لا يتوقف عند المحققين أو عناصر المخابرات خلال فترة التحقيق، إنما وصل الأمر إلى مشاركة الأطباء بشكل مباشر في تعذيب الأسرى، وهذا ما كشفته العديد من المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان فأكدت في تقاريرها على قيام الأطباء في السجون بممارسة التعذيب ضد الأسرى، وحرمانهم من العلاج لإجبارهم على الاعتراف مما يجعلهم شركاء في قتل الأسرى.
ولا يقتصر تعذيب الأسرى على فترة التحقيق والاعتقال فقط، بل يمتد لما بعد الاعتقال نتيجة لإصابات عدد من الأسرى بعاهات دائمة نتيجة تعرضهم للتعذيب المستمر، ناهيك عن المعاناة النفسية طويلة المدى التي يتركها السجن على نفوس هؤلاء الأسرى بعد تحررهم من الأسر وخاصة الأطفال منهم، والأمراض التي لازمتهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، فقد استشهد عشرات الأسرى المحررين بعد إطلاق سراحهم بشهور قليلة؛ نتيجة المعاناة والأمراض التي أصيبوا بها.
ودعا المكتب إلى إرسال لجان تحقيق للإطلاع على أسباب استشهاد الأسرى في سجون الاحتلال، والذي كان آخرهم الشهيد فارس بارود من غزة بعد 28 عاماً من الاعتقال بسبب الإهمال الطبي المتعمد.
وطالب المكتب بمعاقبة الاحتلال على جرائمه الواضحة بحق الأسرى، وخاصة استخدام وسائل التعذيب التي تفضي إلى الموت والإعاقات.