اتفقتْ كلاً من حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على أنَّ الممارسات والانتهاكات "الإسرائيلية" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة من تهويدٍ وقتلٍ واعتقالات أفضتْ إلى خروجِ الشبان الثائرين للقيام بعملياتٍ بطوليةٍ، وأنَّ المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر الاحتلال.
وقال عضو لجنة العلاقات الوطنية والخارجية في حركةِ الجهادِ الإسلامي أحمد المدلل، إنَّ أهم الأسباب التي أدت لانفجار الأوضاع في الضفةِ الغربيةِ المحتلة هي ممارسات الاحتلال من قتلٍ وتهويدٍ واستيطان واعتقالات وهدم المنازل والاقتحامات، مضيفاً، أنَّ ما يحدث في الضفة هو امتدادٌ طبيعي لما يحدث في قطاعِ غزة، ونتاج طبيعي لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
وأكد المدلل خلال حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم" ضمن برنامج قلب الحث الذي بُثَ مساء يوم الاثنين، أن العمليات البطولية التي ينفذها الشبان في الضفة الغربية المحتلة أكدت على أن العملية السياسية التي تنتهجها السلطة الوطنية الفلسطينية على مدار 25 عاماً ذهبت أدراجَ الريح ولم يتبق لها أثر، مضيفا أن السلطة الفلسطينية ومن خلالِ التنسيقِ الأمني مع الاحتلال كبلت عمليات المقاومة ووقفت في وجه الشعب الفلسطيني وارادته. وقال المدلل، إنَّ السلطة الوطنية الفلسطينية مُنذ نشأتها لم تُجلب الأمن والاستقرار للفلسطينيين.
وتابع المدلل قائلاً: الضفة الغربية هي ضفة المقاومين، والمقاومة هو الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني وهذا ما لا تفهمه السلطة أنَّه من دون المقاومة لا نستطيع أن نحرر أرضنا، موضحا انه بعد 25 عاماً من المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال لم تجدِ نفعاً بل وصل بها الحال إلى الضعف والتراجع الشعبي .
انهى المدلل حديثه بأنَّ الاحتلال الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة واحد هي لغة القوة والميدان، مشيراً إلى أنَّ شعبنا توصل إلى قناعةٍ تامة أنَّ الحقوق لا تستجدى بل تُنتزع انتزاعاً، وقد أبدع شعبنا في أدواتِ المقاومة وأشكالها والتي بدأت من الحجر والسكين والعمليات الاستشهادية.
ومن جانبهِ اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هشام المجدلاوي، أنَّ سياسة الخناق التي تفرضها سلطات الاحتلال على الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة ليست بجديدة فهي سياسة ممنهجة ومتدحرجة لذلك يجب على كافة الفصائل الفلسطينية مجابهة الاحتلال بكلِ أشكالِ المقاومة المتاحة.
وأكد المجدلاوي خلال حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم"، أنَّ تفرد السلطة الوطنية الفلسطينية في برنامجِها السياسي والذي يستند إلى سياسة التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي جعلَ الاحتلال أن يتمادي في فرض سطوة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة على الأراضي الفلسطينية، معتبراً، أن غياب المقاومة الفلسطينية يؤثر على البرنامج الاستيطاني والتهويدي الذي ينتهجه الاحتلال، فكلما كان هناك مقاومة ومجابهة فلسطينية كلما كان هناك تراجع للمشروع الاستيطاني التوسعي في الأراضي الفلسطينية.
وأشار، إلى أن الحصار الإسرائيلي أخذ يتمدد ليس فقط في رام الله وإنما في القدس أيضاً، وذلك عندما لمس الاحتلال بأنَّ هناك حالة من السكون على المستوى الأمة العربية، موضحاً، أنَّ الاحتلال كان سابقاً يرتعب عندما يمس في المفاهيم التي لها مكانة في الوجدان العربي والإسلامي كالأقصى والقدس ولكن؛ عندما وجد الاحتلال خضوع في الأنظمة العربية والإسلامية جعله يتمادى في ممارساته التهويدية.
وبين المجدلاوي، أنَّ الاحتلال لم يكن يوماً حاضر على أجنداتهِ وجدول أعماله حلولاً سياسة بينه وبين الفلسطينيين مضيفا أن هناك بعض الأحزاب السياسية الفلسطينية تعتقد ذلك ولكن؛ من يفهم طبيعة هذا الاحتلال يُدرك تماماً أنه لا يوجد لديه حلولاً سياسية وإنما هي حلول أمنية واقتصادية بامتياز تحفظ له ديمومته وسيطرته الأراضي الفلسطينية.
ولفت عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هشام المجدلاوي إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يسعى دائماً إلى جعل السلطة الوطنية الفلسطينية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته.