قال السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، إن” بلاده تراقب أهداف العملية التركية في سوريا وتداعياتها، وتأثيرها لاسيما أفق التسوية في إطار المجتمع الدولي”.
وأوضح زاسيبكين خلال مقابلة مع ”قناة فلسطين اليوم” ضمن برنامج "المدار" في ما يتعلق بتركيا، أن ”الموقف الروسي الرسمي تجاه الأزمة الحاصلة يكمن في ضرورة استعادة سورية سيادتها على كافة أراضيها وعودة الشريط الحدودي لـ "اتفاق أضنة" المبرم بين أنقرة ودمشق عام 1998، فيما يخص ترسيم الحدود وهذا الشيء عمليا مناسب للطرفين السوري والتركي ويضمن الحقوق للجميع”.
وبين زاسبكين أن ”الموقف الروسي يركز أيضا على الطلب من سوريا وتركيا اتفاق حول ترتيب الأمور في تلك المنطقة وخاصة الأمنية وألا يتغير نتيجة العملية التركية الجارية شمال شرق سوريا”.
وحول علاقة موسكو في دمشق أكد الدبلوماسي الروسي خلال حديثه أن ”هناك مصلحة مشتركة ومصيرية للحفاظ على الدولة السورية، لافتاً إلى أن بلاده تعمل على توحيد جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب”.
ولفت زاسبكين إلى أن سياسيات الولايات المتحدة الحالية تؤكد أن ” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى مصلحة بلاده كأولوية ومصلحة الآخرين تبقى خاضعة للظروف؛ لكن روسيا دائما تحترم مصلحة الأطراف كافة، مشيداً بمهارة الرئيس فلاديمير بوتين والدبلوماسية الروسية بشكل عام والتي أشار إلى أنها تركز في علاقاتها مع الجميع على المصلحة المشتركة ومن ضمنها مصلحة بلاده”.
وتابع، "منذ بداية الأحداث الأخيرة طرحت موسكو تنقية الأجواء بين إيران والسعودية وكافة المحاور وهذا كان منسجم مع النظرية الروسية للأمن في الخليج وهي نظرية معروفة منذ التسعينات وتم عرضها في شهر تموز الجاري وهي مبنية على المساواة في الحقوق والالتزامات والتعاون بين جميع دول المنطقة والأطراف الدولية الأساسية”.
وأضاف، السفير الروسي في لبنان أن ”التصرفات الأمريكية من خلال التحالف والوقوف بوضوح مع السعودية والإمارات أدت إلى توتر الأوضاع في الخليج من خلال افتعال الحروب ضد إيران واليمن”.
وبشأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته قوى عالمية مع طهران قال زاسبكين ”عندما تم توقيع الاتفاق كنا نعتقد أنها فرصة لتنقية الأجواء والتفاهم بين الجميع ولكن الانسحاب منه كان كرد فعل على انتصار محور المقاومة وروسيا في سورية، الأمر الذي دفع بالمعسكر الأمريكي لكي يرى أن الخطر الأساسي والراعي للإرهاب هو إيران”.
ورفض الدبلماسي الروسي ” اتهام الجمهورية الإسلامية بأنها راعية للإرهاب قائلا: ”هذا غير صحيح على الإطلاق”، مستدركاً؛ الهجوم الذي يحدث في المنطقة ضد إيران وحلفاءها، خاصة الحرب باليمن أدت لنتائج معاكسة”.
ويرى أن تلك ” السياسية المتبعة ضد طهران جعل من مواقفها ونفوذها ودورها في المنطقة أقوى من ذي قبل؛ وهذا يدفعنا للسعي والوصول لاتفاقات جديدة في مجال السلاح ونظريات الأمن في المناطق الكبرى مثل: الأورو – أطلسي، وأسيا”.
وفي معرض حديثه قال سفير روسيا في لبنان إن ”بلاده لا تمانع الحديث مع السعودية” مبيناً أن ”مصلحة مشتركة تجمع الجانبين، لكن يطرح زاسبكين تساءل؛ من خلال التعاون مع الرياض إلى أين نحن سنصل وما الهدف وما هو العدو وما هو الطرف الذي نحن نريد أن نتعاون معه؟ مشدداً على أن ”العدو الواضح لبلاده هو الإرهاب وليس إيران”.