Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

أردوغان يتهم "إسرائيل" بمارسة إبادة ثقافية في القدس المحتلة

580.jpeg
وكالات - تركيا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إن القضية الفلسطينية والقدس هي قضية وطنية لدى تركيا"، لافتا إلى أن "إسرائيل" تمارس إبادة ثقافية في القدس المحتلة وتحاول محو الآثار الإسلامية فيها.

جاء كلام أردوغان خلال افتتاح أعمال المؤتمر الثاني لرابطة "برلمانيون لأجل القدس"، والذي يستمر على مدار يومي الجمعة والسبت 14 – 15 ديسمبر 2018، بمشاركة أكثر من 500 نائب يمثلون 80 دولة حول العالم.

وقال: هذا المؤتمر الذي ينعقد تحت عنوان "القدس عاصمة فلسطين" من أجل تحقيق هدف سامٍ يستحق كل التقدير والشكر، وأتمنى أن تكون مشاوراتكم واتصالاتكم التي تقومون بها ناجحة".

وأضاف: "أتوجه بالتحية لأبناء فلسطين الأبطال الذي يتصدون للاحتلال بصدور عارية، وكذلك أوجّه التحية للمظلومين من غزة، والذين يتمسكون بالحياة رغم الظلم، وللاجئين الفلسطينيين الصابرين منذ 70 عاماً، ولم ينقطعوا عن الصلة بوطنهم، وأتوجه بالتحية أيضاً إلى جميع من يبذل جهوداً حتى تصبح القدس وفلسطين داراً للسلام، وكذلك لجميع من يعمل للسلام والرفاهية في مختلف بلدان العالم، ففلسطين هي ورقة اختبار وقعت على كل مؤمن".

وتوجه الرئيس التركي بالتحية إلى شهداء الشعب الفلسطيني الذين سقطوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي، مستذكراً المتضامنة "راشيل كوري" التي قتلت تحت الجرافات الإسرائيلية.

وأكد أردوغان أن منبر القدس من خلال أعماله ومؤتمراته؛ يحاول أن يجتاز هذا الاختبار، مضيفا: "أعلم أنكم لا تقدمون الدعم الشخصي، بل أنتم تكشفون عن حبِّ وتضامن الملايين حول العالم مع القدس، وأن مثل هذه الفعاليات ذات أهمية كبيرة، وأريد أن أؤكد مرة أخرى أننا سندعم بقوة إخوتنا الفلسطينيين ضد الظلم".

وتابع قائلاً: "قضية فلسطين والقدس هي قضية مليار وسبعمائة مليون مسلم حول العالم، وهي قضيتنا المصيرية المشتركة، إن القدس هي هدية لنا من أنبياء الله عز وجل، ولا يمكن أن نفرق بين القدس وإسطنبول والقاهرة والمدينة ومكة، والقدس هي خط أحمر لنا، ونحن نعلم أن الدفاع عن القدس هو دفاع عن الإنسانية برمتها، بل هو دفاع عن السلام والعدالة والاستقلال".

وأشاد الرئيس أردوغان بالدعم الذي يقدمه مؤتمر رابطة "برلمانيون لأجل القدس"، في خدمة القدس وأهلها، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى محو الآثار الإسلامية في القدس، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم لن يستطيعوا ذلك.

وأضاف: "إسرائيل تمارس إبادة ثقافية في القدس، وإذا ظننتم أنكم ستتمكنون من ذلك من خلال نقل سفارات فأنتم مخطئون، وأهم سبب يشجع "إسرائيل" هو تلقيها الدعم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ولهذا السبب أقول دائما أن العالم أكثر من خمسة".

ونبّه الرئيس أردوغان إلى أن "الإعلام الدولي الذي تمسك زمام أموره "إسرائيل" يتحدث بدعايات معاداة السامية. إن رفض ممارسات "إسرائيل" ليست معاداة للسامية، ونحن أيضاً لا ننظر إلى اختلافات الناس، وفي ديننا لا يمكن معاداة الناس لاختلافاتهم اللغوية أو العرقية أو الدينية".

وتحدث أردوغان عن دور منظمة التعاون الإسلامي التي ترأسها تركيا في مواجهة قرار الرئيس الأمريكي ترمب تجاه مدينة القدس، وقال: "عام 2018 شهد هجمات مكثفة ضد القدس، والولايات المتحدة لم تعبأ بالقانون الدولي، ونقل السفارة هي خطوة استفزازية ونحن في رئاسة دورة منظمة التعاون الإسلامي عقدنا قمة استثنائية للقدس في إسطنبول، وكانت قمة تاريخية وقرارات متخذة أكدنا فيها حرص المسلمين على القدس بأعلى المستويات".

وأشار أردوغان إلى الجهود التي بذلتها تركيا في مواجهة قطع المساعدات الأمريكية عن "أونروا"، والتي أثمرت بتجاوز أزمتها المالية هذا العام، داعياً إلى مواصلة الدعم للوكالة الدولية.

كما دعا أردوغان الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، حيث قال: "الإخوة الفلسطينيون؛ عليكم إنهاء الانقسام. المؤمنون إخوة. علينا أن نقوم بمقتضى أخوّتنا حتى نتحلى بالقوة، ونتملكها، وإذا لم نفعل ذلك فإنكم ستضعفون وتذهب ريحكم، الخلافات فيما بين المجموعات الفلسطينية تخدم دولة الاحتلال أكثر، وإسرائيل أيضاً تريد أن يبقى الانقسام موجوداً للاستمرار بسياسة التهويد".

وختم أردوغان بالقول: "هؤلاء الذين يحاولون إنهاء القضية الفلسطينية بمساومات. لن نسمح لهم بذلك، وسنسخّر جميع إمكانياتنا للدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس، وبفضل نضال إخواننا الفلسطينيين، ووعي المسلمين ستصل القضية الفلسطينية إلى مبتغاها، ومهما يكن من ظلم فإنه لن يمنع من تحرير القدس والمسلمين".

يذكر أن الرابطة عقدت مؤتمرها الأول تحت شعار “القدس وتحديات المرحلة”، في مدينة إسطنبول نهاية نوفمبر 2016، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورعاية رئيس مجلس النواب التركي السابق إسماعيل كهرمان، وبمشاركة نيابيين من مختلف الدول العربية والإسلامية وشخصيات دولية اعتبارية.

وتعد رابطة "برلمانيون لأجل القدس"، أول منصة برلمانية تعنى بتفعيل وتنسيق جهود البرلمانيين من كل الأقطار للتشاور والتعاون نصرة للقدس وفلسطين، وتطوير آليات العمل البرلماني الداعم لفلسطين، وتنويع وسائله بما يساهم في تحقيق تلك الأهداف، وتكامل الأدوار، وتبليغ رسالة الرابطة.