نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادرها المطلعة أن القاهرة رفضت إقامة ممر بحري بين غزة وقبرص، وهي النقطة هي التي أدت لتعثر مفاوضات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال "الإسرائيلي".
وبحسب الصحيفة، فإن "مصر تخشى أنه في حال إنشاء ممر مائي مع قبرص أن يفقدوا ورقة امتيازهم (حدود غزة معهم حصرياً)، ما يفتح المجال أمام «حماس» للتوجه إلى وسطاء كقطر وتركيا أو دول أخرى، وهذا ما يؤدي إلى إضعاف الموقف السياسي الذي تحاول القاهرة كسبه في القضية الفلسطينية".
وأشارت الصحيفة اللبنانية أن تعثر مفاوضات التهدئة جاء بعد رفض المصريين إصرار «حماس» على مطلبها بإقامة ممر بحري بين غزة وقبرص، إذ عرضوا مشروع ممر بحري بديل عن الطرح الأوروبي يصل غزة بميناء بورسعيد، أو الاكتفاء بتوسيع معبر رفح البري، لكن الحركة رفضت الاقتراح المصري خوفاً من تعثر لاحق للعلاقات مع القاهرة أو إلغاء التهدئة مستقبلاً.
وأضافت الصحيفة أن القاهرة جمدت المحادثات في ملف التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال "الإسرائيلي"، تاركة الباب موارباً في شأن المصالحة الداخلية الفلسطينية.
وبينت الصحيفة وفقاً لمصادرها أن هذا القرار أبلغ فيه رئيس السلطة محمود عباس أمس، فيما لم تبلغ به حركة «حماس» رسمياً بعد.
وأبلغت السلطة في رام الله جهاز «الاستخبارات العامة» المصري بأنها «لن تشارك في محادثات التهدئة قطعاً، ما لم يسبق ذلك إتمام ملف المصالحة وقبول حماس تطبيق اتفاق 2017 القاضي بتمكين حكومة التوافق كلياً في غزة».
ووفقاً لــ «الأخبار» فإن الفصائل الفلسطينية قررت إعادة تفعيل «مسيرات العودة» وإطلاق البالونات الحارقة والطائرات الورقية.
ويتزامن ذلك مع إعلان الناطق باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مساء أمس، أن تقديراتهم تشير إلى أن «فرص التصعيد العسكري في غزة أكبر من فرص التوصل إلى اتفاق تهدئة طويلة الأمد».