تشهد الساحة الفلسطينية حراكًا بارزًا من أجل التوصّل لاتفاق مصالحة بين حركتي حماس وفتح برعاية مصرية وأممية، إلى جانب مداولات لإبرام تهدئة مع الاحتلال، وذلك بالتزامن مع مشاورات يُجريها مكتب «حماس» السياسي لاول مرة في قطاع غزة عقب وصول القيادي البارز فيها صالح العاروري لغزّة ضمن وفد كبير من الخارج؛ في الوقت الذي ألغى فيه رئيس حكومة الاحتلال «الإسرائيلي» زيارته المقرّرة إلى كولومبيا، وذلك بدعوى بحث الأوضاع في غّزة وفق مصادر عبرية.
الكاتب والمحرر السياسي للأخبار في فضائية فلسطين اليوم بغزة د. ثابت العمور ، قال "إن المشهد الفلسطيني يشهد حراكاً غير مسبوق، برعاية مصرية ودولية من أجل اتمام المصالحة وإنهاء الانقسام".
وأوضح العمور خلال النشرة الإخبارية "أن ما يجري من حراك سياسي ومباحثات بين حركتي «فتح» و«حماس» في العاصمة المصرية القاهرة، يؤكد أننا أمام ما هو أعمق وأكبر من المصالحة الفلسطينية".
ويرى المحلل السياسي، "أن وصول كلاً من نائب رئيس حركة «حماس» صالح العاروري إلى جانب القيادي فيها موسى أبو مرزوق إلى قطاع غزة، يُشير إلى قُرب إتمام صفقة تبادل للأسرى، يليها الإعلان عن إبرام تهدئة مع الاحتلال، وصولاً لاتفاق يُفضي بإتمام المصالحة الفلسطينية".
وبين العمور أن "المؤشرات الواضحة من وصول وفد حركة حماس بالخارج لغزة، تُظهر أن جزءاً كبيراً من الزيارة سيتعلق بالحديث عن « هدنة » وقد تكون طويلة الأمد، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لحركة «حماس» ولأول مرة من عقد اجتماع لمكتبها السياسي في الداخل والخارج، ما يدلل على أن المشهد الفلسطيني يشهد حراكاً غير مسبوق".
وتابع: لو كان الامر يتعلق بالمصالحة الفلسطينية تحديداً لتم الأمر في العاصمة المصرية القاهرة دون أن يصل الوفد الثلاثي الرفيع وبهذه التركيبة لقطاع غزة"، مشيراً إلى أنَّه من الأسهل توجه رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» اسماعيل هنية وقائد الحركة في غزة يحيي السنوار إلى القاهرة للقاء المخابرات المصرية ولقاء وفد فتح هناك، لكن ترتيبات الزيارة للداخل جاءت بضمانات وتنسيق مصري ودولي من خلال مندوب الأمم المتحدة في المنطقة نيكولاي ميلادينوف بعدم التعرض لــ «العاروري»، والذي يُصنف كرقم ضمن قائمة تضعها «اسرائيل» للاغتيال.
ووصل وفد حركة حماس مساء اليوم الخميس، إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري وأعضاء مكتبها السياسي في الخارج لعقد أول اجتماع هام مع رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية بشأن أخر التطورات في ملف المصالحة.
وعن التعديلات الوزارية التي أحدثها رئيس «السلطة الفلسطينية» محمود عباس مؤخراً في تشكيلة الحكومة الفلسطينية، استبعد الكاتب ثابت العمور، "أن يكون لها أي علاقة بما يجري من حراك في القاهرة"، مشدداً على أنَّ تلك التغيرات تقطع الطريق عن المصالحة الفلسطينية".
ورأى د. العمور، "أن استدعاء نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية وتعيينه في منصب رسمي كــ نائب لرئيس الحكومة رامي الحمد الله، ووزيراً للإعلام ما هو إلا توسيع للخارطة الفتحاوية داخل الحكومة، وليس تغير أو تعديل حكومي"، قائلاً: نحن ذاهبون إلى مصالحة حقيقية يجب أن يكون هناك تغيير في تركيبة وهيكلية الحكومية الجديدة.
وكان رئيس السلطة محمود عباس أصدر مرسوماً رئاسيا بتعيين نبيل أبو ردينة، نائباً ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للإعلام، بدلا من محمد مصطفى، ومن المتوقع أن يؤدي أبو ردينة اليمين الدستورية اليوم الخميس.