أجرى وفد «حماس» في القاهرة، برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري، محادثات مع مسؤولي الاستخبارات المصرية حول مستجدات ملف المصالحة الفلسطينية، حيث استعرض الجانبان رد حركة «فتح» على الورقة المصرية لتنفيذ المصالحة. وبدت «حماس» في محادثات يوم أمس متمسكة بكافة بنود الورقة المصرية للمصالحة وبمراحلها الزمنية.
وكانت «فتح» وافقت بدورها على الأفكار المصرية مع تسجيل ملاحظات مرتبطة بالمراحل الزمنية، خصوصاً لجهة توقيت البدء في مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الفصائل، ورأت «فتح» أن تمضي في خطوات تنفيذ الأفكار المصرية حتى يصبح الأمر مناسباً للبدء في مشاورات تشكيل الحكومة.
وتمسكت «فتح» في ردها بضرورة تمكين الحكومة الفلسطينية الحالية من المقار والإدارة الفعلية لكل الشؤون في قطاع غزة طبقاً لاتفاق القاهرة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وقالت مصادر فلسطينية قريبة من «حماس» في القاهرة إن التعديلات التي طلبتها «فتح» على الورقة المصرية كبيرة وواسعة، ما يعقد مهمة المصريين.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ»الحياة» إن الاستخبارات المصرية تسعى إلى تحقيق اختراق في موقف «حماس» ليقترب من تصور «فتح» حول تنفيذ الأفكار المصرية، خصوصاً أن الحركتين ردتا في شكل إيجابي عليها، وأن القاهرة وعدتهما بضمان تنفيذ المراحل المختلفة مع بعض التقديم والتأخير في المراحل الزمنية ولكن من دون تجاوزها.
وأكدت المصادر أن القاهرة بصدد الحصول على موافقة الحركتين لإطلاق خطتها التنفيذية للمصالحة وأن الفصائل الفلسطينية المختلفة ستبلغ بها في غضون ساعات من نجاح المحادثات مع «حماس».
وأشارت المصادر إلى إمكان عقد لقاء ثلاثي رفيع في القاهرة يضم مسؤولي الاستخبارات المصرية و»فتح» و»حماس» خلال الساعات القليلة المقبلة.
وكان أمين سر اللجنة المركزية لـ»فتح» جبريل الرجوب أعلن أخيراً تلقي الحركة دعوة لاجتماع ثلاثي في القاهرة السبت، وقال إنه بناء على ما يتم التوصل له في حوار المصريين و»حماس» الأربعاء، فإن «فتح» جاهزة للقاء.