أفرجت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، صباح اليوم الأحد، عن الفتاة عهد التميمي (17 عاماً) ووالدتها نريمان بعد انقضاء مدة محكوميتهما البالغة 8 أشهر.
وأعلنت الأسيرة المحررة التميمي، خلال مؤتمر صحفي عقدته الأحد، في قريتها النبي صالح شمال رام الله، مقاطعتها لوسائل الإعلام العبرية، وأنها لن تجيب عن أية أسئلة قد توجهها لها، مبررة ذلك بأن الصحافة العبرية حاولت تشويه القضية التي تدافع عنها.
وبينت المحررة التميمي، أنها تعرضت للكثير من المضايقات والانتهاكات أثناء التحقيق معها، كشتمها بألفاظ نابية، وعدم توفير مجندة أثناء التحقيق، إضافة إلى اخضاعها للتحقيق لفترات طويلة.
وشكرت التميمي كل من وقف إلى جانبها بالأسر، وأيضا الحملات التي نظمت للإفراج عنها، والصحفيين الذين وثقوا الأحداث لإيصال صوتها إلى العالم.
وتطرقت التميمي إلى معاناة الأسيرات داخل سجون الاحتلال، مشيرة إلى أن هناك 29 أسيرة يقبعن في سجن "الشارون" بينهن ثلاث أسيرات قاصرات، وهن: منار شويكي، ولمى البكري، وهديل عرينات، مبينة أنهن حمّلنها رسالة يطالبن فيها أبناء شعبنا بتعزيز الوحدة ومساندة الأسرى والاسيرات في سجون الاحتلال.
وتابعت قائلة إن "الأسيرات بمعنويات قوية، واحمل رسائل منهن سأكشفها مساء اليوم".
ولفتت إلى معاناة الأسرى لدى نقلهم من معتقلاتهم إلى محاكم الاحتلال بما يعرف "البوسطة"، مشيرة إلى المعاملة غير الانسانية التي يتعرضون لها أثناء نقلهم.
وبالتزامن مع الافراج عن الأسيرة التميمي، تجمع عدد من المستوطنين قبالة حاجز "رنتيس" ورفعوا الإعلام "الإسرائيلية"، لاستفزاز الأهالي والنشطاء الذين حضروا لمناصرة التميمي.
وكان قوات الاحتلال اعتقلوا التميمي في 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد أن صورت في تسجيل انتشر بشكل واسع على الإنترنت، وهي تضرب جنديين "إسرائيليين" أثناء اقتحامهما لمنزل عائلتها ومداهمته وتفتيشه.
وأصدرت محكمة الاحتلال في "عوفر" برام الله في 21 آذار/ مارس الماضي، حكماً بالسجن الفعلي 8 أشهر على الطفلة الفلسطينية عهد التميمي، بتهمة إعاقة عمل جنود الاحتلال ومهاجمتهم.
وتعرضت التميمي خلال اعتقالها لأساليب تحقيق متعددة كالضغط الجسدي والنفسي، تمثلت بالعزل والنقل المتكرر من مكان إلى آخر في سيارة البوسطة، وإحضار بعض المجرمين لتهديدها وتخويفها، بحسب عائلتها.
كما تعرضت للمنع من النوم لفترات طويلة واستمرار التحقيق معها لأكثر من 12 ساعة متواصلة، كما تعرضت للتحرش اللفظي من قبل المحققين.
وحظيت قضية التميمي باهتمام محلي وعالمي واسع، واعتبرت أيقونة المقاومة الشعبية لمنعها لجنود الاحتلال من اقتحام منزلها في قرية النبي صالح ومشاركتها في أعمال المقاومة الشعبية في قريتها والتصدي للجنود.