أكّد دبلوماسي أردني بارز لـ صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أنه خلال جولتهما الأخيرة في الشرق الأوسط، قدم مستشار وصهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، ومبعوثه إلى المنطقة، جايسون غرينبلات، لقادة الدول العربية – بينهم الرئيس المصري ؛ والملك الأردني ؛ ومسؤولين سعوديين – مبادئ "صفقة القرن" التي تبلورها واشنطن.
وأكد الدبلوماسيين العرب الكبار الذين تحدثوا مع الصحيفة العبرية "أن كوشنر وغرينبلات حصلا على دعم الدول العربية المعتدلة لدفع عملية التسوية حتى من دون أبو مازن والقيادة الفلسطينية في رام الله، وذلك من خلال "تحييد قضية قطاع غزة".
وبحسب مصدر أردني رفيع المستوى قال" إن الأميركيين أدركوا أن مفتاح دفع "عملية السلام" الإقليمية، يكمن في تسوية مسألة قطاع غزة والسيطرة عليه.
ووفقاً للمصدر، " الوضع الإنساني السائد في غزة يسبب الكثير من الصداع لقادة دول عربية معتدلة، المضطرين لمواجهة مشاكل داخلية ويرغبون في رؤية تسوية سياسية شاملة تؤدي إلى الرفع الحصار – ولو جزئياً – عن قطاع غزة وتحسين الظروف المعيشية فيه".
واوضحت مصادر عربية مطلعة على الجهود الأميركية، "أن خطة تسوية واقع الحياة في غزة ستشمل في البداية اتفاق تهدئة طويل الأمد بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية. هذا الاتفاق، الذي سيتحقق بوساطة الدول العربية المعتدلة، يتضمن أيضاً تنفيذ سلسلة من المشاريع الاقتصادية وخطط إعادة إعمار قطاع غزة ، فضلاً عن إمكانية نقل السلع إلى غزة عن طريق البحر من خلال رصيف مخصص لغزة في أحد مرافئ قبرص، حيث تخضع البضائع المرسلة إلى قطاع غزة والخارجة منه لفحصٍ أمني.
دبلوماسي أردني كبير قال لـ “إسرائيل اليوم” "الإسرائيلية" ، إن "خطة تسوية إقليمية سيكون بالإمكان أن تخرج على حيز التنفيذ فقط إذا تضمنت تسوية واقع الحياة في قطاع غزة. لم يعد بالإمكان استمرار الحصار والإغلاق. القطاع على حافة انهيارٍ إنساني، وليس "إسرائيل" فقط ستدفع ثمن ذلك بل وأيضاً دول عربية وفي الأساس السلطة الفلسطينية.
مصدر مصري كبير أكّد هو الآخر قال لـ “إسرائيل اليوم” أن “ترامب ورجاله أثبتوا أنهم قادرون على التفكير خارج الإطار والإتيان بحلولٍ خلاقة".
وأضاف "مبعوثا الرئيس "ترامب" عرضا في جولتهما الأخيرة في المنطقة مبادئ صفقة القرن، حيث يكون في المقام الأول إخراج تسوية الواقع في غزة إلى حيز التنفيذ كخطوة مسبقة لخطة السلام الإقليمية".
وتابع:" أي تسوية في القطاع ستكون في نهاية المطاف مع من يحكم على الأرض، أي حماس والفصائل الفلسطينية. الفكرة التي أتت بها إدارة "ترامب" فهي تحظى بدعم وتأييد دول عربية".
وقالت المصادر “إن فكرة التسوية في قطاع غزة تشمل في الأساس تخفيف الحصار على قطاع غزة، إلى جانب تنفيذ عشرات المشاريع الاقتصادية التي خُطط لها بالفعل وخُصصت لها ميزانية، وهي تنتظر فقط الضوء الأخضر “.
وبحسب القناة العبرية السابعة، ستقوم أمريكا بمساعدة بعض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية وقطر، بإعادة اعمار قطاع غزة، وتحسين ظروف المعيشة، وتقديم حلول للأزمات الاقتصادية والإنسانية هناك، كمرحلة أولية قبل البدء بتنفيذ بنود صفقة القرن.
ووفقا للصحيفة، سيتم التوصل لاتفاق تهدئة طويل المدى، بين "إسرائيل" وقطاع غزة، قبيل البدء بتنفيذ هذه البنود.
وأشارت السابعة، إلى أن الاطراف عازمة على تنفيذ هذه البنود، حتى لو عارضها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.