أكد محللون سياسيون لـ"فضائية فلسطين اليوم" إن الدول الخليجية هي من تقوم بدفع كافة تكاليف إتمام ما يسمى بـ"صفقة القرن" وهذا من خلال ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من بيع صفقات أسلحة باهظة الثمن للدول الخليجية، واستثمار تلك الأموال في خزينتها وتمويل مشاريعها في المنطقة العربية وبالتحديد المشاريع السياسية مثل "صفقة القرن" التي تخدم دولة الاحتلال "الإسرائيلي" وتحفظ أمنها.
وقال المحلل السياسي د. وليد القططي، أن أمريكا تراهن بنجاح "صفقة القرن" من خلال إغلاق معبر رفح من قبل السلطات المصرية واستمرار الإجراءات العقابية على قطاع غزة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله، إلا أن الشعب الفلسطيني قادر على الصمود واجتراح أساليب مختلفة لإسقاط "صفقة القرن" وهذا ما حدث عندما خرج عشرات الآلاف في قطاع غزة باتجاه السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة للمطالبة بحق العودة وإسقاط المؤامرات التي تحاك ضده وضد قضيته.
وحول فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، أوضح القططي،إن الإستراتيجية التي تتبعها الإدارة الأمريكية تسير حسب إستراتيجية الاحتلال "الإسرائيلي" وهي فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية المحتلة وانهاء وجود كيان فلسطيني مستقل يجمع ما بين الضفة الغربية والقطاع وهذا سيؤدي إلى إنهاء المشروع الوطني الفلسطيني وتحويله إلى قضية إنسانية.
أما المحلل السياسي عليان عليان، قال" إن الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية معنيتان بأن تكون دولة الكيان ممتدة من النهر إلى البحر، وأن يكون هناك حكم ذاتي بالضفة الغربية مرتبط بسياق تقاسم وظيفي مع الأردن ويخضع للسيادة "الإسرائيلية"، أما في غزة تكون دولة فلسطينية مضموم إليها جزء من سيناء".
وأكد عليان، أن الإدارة الأمريكية على استعجال من أمرها في تنفيذ مشروعها في ظل الأزمة السورية والإنزلاق العربي المطبع مع الكيان الصهيوني.
واتفق المحللان، أن أقوال السلطة الوطنية الفلسطينية تختلف عن أفعالها فهي تعارض "صفقة القرن" وترفض الحديث مع الأمريكان ولكنها على أرض الواقع تتبع سياسة قد تُعجَل تطبيق "صفقة القرن" في المنطقة من خلال فرض العقوبات على قطاع غزة ومن خلال عدم إجراء حوار وطني جامع يضم كافة الفصائل الفلسطينية وعدم الجدية في إنهاء الانقسام.