قال وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، اليوم الثلاثاء "ان الخطة الخماسية التي اقرتها حكومة الاحتلال "الإسرائيلية" بالتزامن مع ما يسمى يوم "توحيد القدس"، ما كانت لتكون لولا الدعم الاميركي السياسي وقرار "ترامب" الغير قانوني بالاعتراف بالقدس عاصمة لــ"إسرائيل".
وأوضح الحسيني لــ "صحيفة القدس" المحلية، "إن الخطة تكريس للاحتلال وحلقة في سلسلة من الخطط الرامية لفرض واقع جديد يخدم الرؤية والرواية "الإسرائيلية" الاستيطانية في القدس المحتلة ويمنع التوصل الى تسوية مستقبلية".
وأشار محافظ القدس إلى ان الهدف من هذه الخطة، ربط المستوطنات والسيطرة على ما تبقى من الحيز الجغرافي والمتنفس المتبقي من اراضي للمقدسيين بتوسيع المستوطنات والشوارع الالتفافية.
وشدد على "أن ما يجري في القدس الشرقية اليوم امر خطير فالتغيير يجري في كل شارع وحي وقرية وخاصة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الاقصى المبارك لتغيير الامر الواقع وفرض الأسرلة والتهويد" .
واشار الى ما يخطط له بشأن "الحوض المقدس" من مشاريع خطيرة جداً تمس الهوية والمقدسات والطابع العربي الإسلامي المسيحي للمدينة المقدسة ، الامر الذي يتطلب تدخلا سريعا من الجهات الدولية كون هذه المشاريع تلامس المسجد الاقصى المبارك ومقبرة باب الرحمة الإسلامية .
يذكر ان حكومة الاحتلال وفي جلستها الاستثنائية يوم الأحد الماضي وبمناسبة ما يسمى "يوم القدس"، أعلنت عن خطة خماسية إضافية قيمتها ٢ مليار شيكل حتى العام ٢٠٢٣.
وحذر الحسيني من الخطورة التي يشكلها تبني هذه المشاريع الاستيطانية ومنها الشارع الذي سيبتلع مساحات كبيرة من الاراضي وفي بعض المناطق سيتم هدم العديد من المنازل الفلسطينية، وقال ان هذه المصادرات لا يستفيد منها الفلسطينيون والهدف منها ربط المستوطنات والجزء الشرقي من القدس بالشطر الغربي والداخل الفلسطيني.
واوضح الحسيني :"ان الفلسطينيين كانوا ولا زال موقفهم واضحا في يوم افتتاح السفارة الاميركية وبعدها ، انه لن يمر هذا القرار مهما فعلوا قائلاً: خرج الفلسطينيون في القدس والضفة وغزة والشتات ليؤكدوا ان القدس كانت وستبقى فلسطينية وعاصمة للدولة الفلسطينية ولن تكون غير ذلك".
ولفت الى انه في غياب الدعم العربي والإسلامي وحالة الدم والدمار الذي تشهده المنطقة والمحيط ، لا يمكن لنا كفلسطينيين ان نواجه هذه المشاريع المدعومة أميركياً وصهونياً بقدراتنا الفلسطينية وميزانياتنا المحدودة .
بدوره، قال النائب المقدسي احمد عطون " إن قرار الاحتلال يهدف لتعزيز التوجه السائد لترسيخ التهويد والضم مشيراً إلى أن لقرار الخطة أهمية خاصة عن القرارات السابقة لسببين: الأول "أن الحكومة "الإسرائيلية" بدأت فعلاً بتوجيه ميزانيات غير مسبوقة للقدس الشرقية المحتلة، والثاني أن "نتنياهو" طلب من الوزراء العام الماضي تحضير خطط تفصيلية للمصادقة عليها هذا العام، مثل التلفريك الذي يمر قرب جدار المسجد الاقصى الجنوبي اعلى المصلى المرواني وزيادة ميزانية سلطة الآثار للتنقيب في القدس الشرقية وغير ذلك.
ولفت عطون في حديث خاص للصحيفة ذاتها الى ان القرار "الإسرائيلي" هدفه العمل السريع في ترسيم الوقائع للمعنى السياسي المترتب على نقل السفارة الأميركية للقدس، باعتبار المدينة كلها عاصمة موحدة لـ"إسرائيل"، وأنها قد رفعت عن طاولة المفاوضات.
وقال النائب المقدسي المبعد عن القدس الى رام الله :" هذه الخطة غير مسبوقه في سياق العديد من الخطط التي اعلن عنها الاحتلال في المرحلة الاخيرة بعد قرار "ترمب" والتي ينوي تنفيذها في السنوات الخمس المقبلة، ويراد منها عزل مدينة القدس نهائياً عن عمقها الفلسطيني والعربي والإسلامي وتكريس تهويدها ."
واضاف النائب عطون :"ان إسرائيل تعمل على حسم ملف القدس وقضيتها بفرض امر واقع بالضم والتهويد المستمرين، فتارة بالاستيطان واخرى بتهويد المناهج وهدم المنازل وابعاد المقدسيين، وهذه الخطة تكشف هذه التوجهات ، اي ان اسرائيل لا تفاوض مستقبلاً على القدس إلا بما ينسجم وخططها ومصالحها."
واشار الى انه من خلال الخطة ، فان "إسرائيل" تفرض علينا تعريف اين هي القدس وماذا تريد وما يمكن ان تتفاوض بشأنه وما لا يمكن التفاوض عليه من منطق القوة وفرض الامر الواقع في اي حلول مستقبلية، مؤكداً بان الوضع في القدس اصبح في حالة متقدمة وخطيرة ودخل مرحلة حسم لهذه القضية ، فالاحتلال يشعر ان الاجواء العربية والإسلامية مواتية له في ظل الدعم غير المحدود مادياً وسياسياً من هذه الإدارة الاميركية.
واوضح عطون ، ان هذا الكم الهائل من المشاريع والاموال التي تضخ هدفه تهويد القدس من خلال فرض الوقائع والمصادرات لما تبقى من الاراضي في المدينة والتركيز على العمق والامتداد الطبيعي للتواصل في جنوب القدس، إذ نرى الكم الكبير لعدد الوحدات الاستيطانية في "مستوطنات جيلو " و"جبل ابو غنيم " و"جفعات همتوس"وربطها بمستوطنات تخترق بيت لحم وجنوب شرق الخليل لتشكيل جدار استيطاني يحول دون تقسيم القدس ويبتلع جزءا كبيرا من الضفة الغربية تحت مسمى "القدس الكبرى" بميزانيات غير محدودة .
واكد ان الخطة "الإسرائيلية" مدروسة بعناية ف٤٠٪ منها لشبكة المواصلات وربط المستوطنات في القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة بالقدس الغربية و"الخط الاخضر" .
واعتبر ان الهدف هو تعميق السيطرة وإعادة انتاج الاحتلال وليس انهائه، والقفز لما بعد وابتلاع ما تبقى، ولربط المستوطنات بعضها ببعض وفي خطوة لتغيير واجهة قرى واحياء فلسطينية في القدس المحتلة، مشدد على أن اخطر ما في الخطة ربط القطار الهوائي في جنوب البلدة القديمة والمسجد الاقصى باحياء القدس الغربية لتكريس التهويد وانهاء المطالبة بالقدس الشرقية التي نعرف وفرض القدس التي يريدون ".
واكد عطون ان هذه المشاريع ستنعكس بشكل خطير على الحلقة الاخيرة من حلقات تهويد القدس وفرض الاسرلة والتهويد على ما تبقى من المدينة امام صمت عربي وإسلامي ودولي .
ويرى عطون ان القدس دخلت في نفق مضاء يعرف الاحتلال ماذا يريد واين سيصل في مدينة القدس وباقي الاراضي المحتلة، تدرج فيها عبر خطط منها ٢٠٢٠ و٢٠٣٠ و٢٠٥٠، وفي الطرف الثاني ، تعيش القدس بنفق مظلم عربياً وإسلامياً دون رؤية ولا استراتيجيات ولا ميزانيات للدفاع عن القدس وعروبتها ونصرة اهلنا ومقدساتنا في وانقاذ ما يمكن انقاذه .
ووجه عطون صرخة سريعة لانقاذ مدينة القدس ووقف هذا الزحف الاستيطاني والتهويدي . وقال : ان قصر النظام الرسمي العربي والفلسطيني، فاين دور المؤسسات والنخب والشعوب العربية والإسلامية لتعزيز هذا الصمود لأهلنا في مدينة القدس وحشد الدعم السياسي والمادي وفضح جرائم الاحتلال بالمسيرات والتظاهرات في كافة الميادين العربية والإسلامية والدولية.
وتشير الخطة التي أقرتها حكومة الاحتلال إلى تقوية ما يسمى بـ "اندماج العرب في الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي"، بحيث تتوجه نصف الميزانيات لصالح مشاريع المواصلات، والتي سيتم خلالها إتمام الشارع "الأميركي" الذي سيربط أحياء جنوب القدس من حاجز مزمورية بمنطقة راس العامود وجبل الزيتون، ومشروع "الراف كاف" "التنقل المجاني بين خطوط المواصلات العاملة في القدس الشرقية"، وخطوط مواصلات لربط القدس الشرقية بالغربية.
كما خصص 715 مليون شيكل للتعليم، في إطار محاولات كي الوعي الثقافي عبر فرض وتشجيع المنهاج التعليمي "الإسرائيلي" على مدارس شرقي مدينة القدس المحتلة .
260 مليون شيكل لتشجيع الدخول في مؤسسات التعليم العالي "الإسرائيلية"، "500 طالب مجاناً"، هذا طبعاً عدا عمن يتوجهون بشكل مباشر، إضافة لـ 30 مليون شيكل للبدء بفتح عيادات تابعة لصناديق المرضى، وتقليص الاعتماد على "المتعهدين".
350 مليون شيكل لتطوير جبل الطور إلى الشرق من البلدة القديمة في القدس، فيما خصص 50 مليون شيكل تسجيل الأراضي وتثبيت الملكية في دائرة الطابو.
تشجيع خروج السيدات للعمل، وفتح مراكز تشغيل جديدة، ودورات تعليم لغة "عبرية"، ومراكز نهاريا لرعاية الأطفال، ومدارس صناعية للفتيات، إضافة لمناطق صناعية جديدة.
يذكر ان حكومة الاحتلال وفي جلستها الاستثنائية يوم الأحد الماضي وبمناسبة ما يسمى "يوم القدس"، أعلنت عن خطة خماسية إضافية قيمتها ٢ مليار شيكل حتى العام ٢٠٢٣.