قال عضو اللجنة القانونية لمسيرة العودة الكبرى صلاح عبد العاطي، في حديث لــ"فضائية فلسطين اليوم"، إن مسيرة العودة حققت أهدافاً كثيرة منها إعادة الصراع إلى جوهره كقضية لاجئين وحق عودة وأرض محتلة، وتمكنت من تعطيل "صفقة القرن" الأمريكية، كما أن من أهدافها أنها منعت الاحتلال من التنبؤ بتكتيكاتها.
وشدد صلاح عبد العاطي: "أن الصراع مع الاحتلال يقوم على الأرض وحق العودة، ومسيرات العودة أعادت النظر لأوضاع اللاجئين في الداخل والشتات، كما أنها فضحت من جديد جرائم الاحتلال المستمرة بحق شعبنا".
وقال: "بأن مسيرات العودة والتظاهرات والاعتصامات السلمية شكل من أشكال المقاومة التي تسمح بإبداع لا متناهي وهي جاءت في التوقيت الصحيح، وشعبنا أبدع باجتراح معادلة جديدة فتحت مساراً ثالثاً في الصراع مع المحتل، وندعو كل قطاعات شعبنا في كل فلسطين للمشاركة بهذا الحراك الشعبي السلمي لاسيما في ذكرى نكبة فلسطين".
وأضاف: أن "الضمير العالمي اليوم مدعو للتصدي لمخططات إنهاء قضية اللاجئين ومصادرة الأرض، ونحن ننادي كل أحرار العالم لمساندة قضية شعبنا العادلة، وتبيان جرائم الاحتلال على مدى 70 عاماً، ولكننا نقول أن الإبداع يتطلب الحفاظ على السلمية والاستمرارية والاستدامة حتى نضمن المراكمة وتوسيع الحراك؛ وغداً ستكون هناك جمعة تأبين الشهداء والوفاء لهم".
وأكد: "أن مسيرات العودة تمكنت من دحض وتعرية ماكينة الاحتلال الواسعة التي تريد تصوير الفلسطيني بالإرهابي وأن الاحتلال هو من يحترم حقوق الإنسان؛ ولكن العالم شاهد من يقتل المتظاهرين وهنك فيديوهات وصور توثق جرائم الاحتلال خلال مسيرات العودة.. وهناك عمل حقوقي تقوم به مؤسسات حقوقية داخل فلسطين لتعرية الاحتلال وبشكل مهني يؤكد على حق التظاهر السلمي وأن هناك لاجئون وأرض محتلة".
وقال عضو اللجنة القانونية لمسيرة العودة الكبرى صلاح عبد العاطي، "نحن لا نحمّل الحراك أكثر مما يحتمل ولن نسمح بتجييره لصالح أطراف إقليمية أو دولية والمطلوب انخراط الكل، المطلوب تفهم طبيعة الجدل في داخل أشكال وتكتيكات المقاومة ولكن علينا أن نحرص على مقاومة طويلة الأمد ومستمرة باعتبار أن هذا الصراع يدور على قاعدة موازين القوى ولذا علينا أن نراكم موازين القوى، والسؤال المركزي المطروح علينا جميعاً كيف نجعل هذه المسيرات رافعة للنهوض الوطني هذا مهم، وأيضاً نسمح باستمرار توليد ديناميات إيجابية لدى كل قطاعات شعبنا في الداخل والشتات بما يسمح بإنهاء الديناميات السلبية ويسمح بتجاوز حقبات من الأخطاء والخطايا والانقسام المدمر، وكيف نجعل هذه المسيرات رافعة للوحدة وضمان الاتفاق على مشروع وطني جامع وبرنامج سياسي ومؤسسة وطنية جامعة واستراتيجية نضالية، إذا قمنا بذلك سنقرّب موعد النصر ولن يستطيع أي أحد أن ينال من إرادة الشعب الفلسطيني، المطلوب انضمام الكل والكل مطلوب منه مسؤولية لأننا في لحظة فارقة في التاريخ ونصنع تاريخاً جديداً، وأمامنا أمل كبير أن نستعيد قدراتنا وعافيتنا في استرداد حقوقنا والتصدي لمخططات تصفية القضية الفلسطينية".
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي: "إن مسيرة العودة أربكت الاحتلال الذي يقف اليوم عاجزاً أمام هذه التحركات السلمية، وهو يسعى جاهداً لطمأنة جبهته الداخلية ولكن دون جدوى، حتى أنه استقدم كتيبتين جديديتن ليصبح هنالك 4 كتائب عسكرية من وحدات النخبة وذلك بهدف تعزيز وجوده العسكري الاحتلالي قرب غزة ومحاولة طمأنة جنوده وجبهته الداخلية ولكنه فشل في ذلك وهناك حالة إرباك بالكامل لدى الاحتلال".
وقال: "لا يمكن التعايش مع حرب استنزاف سلمية للجندي الإسرائيلي والنفسية الإسرائيلية لا تحتمل ذلك، وهم لن يستطيعوا رغم كل ما أقدموا عليه من جرائم حتى الآن من تثبيط عزيمة شعبنا، وغداً كيف سيتصدى الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة خلال جمعة الغضب "جمعة الكاوشوك" ماذا سيفعلون؟ هم في حالة إرباك وعاجزون عن فعل أي شيء سوى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا من المتظاهرين السلميين".
وأشار الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، إلى أن "هناك نوع من الرفض الدولي لما يقوم به كيان الاحتلال من استهداف للمتظاهرين السلميين وهناك وضغط إعلامي كبير على كيان الاحتلال، فالصور التي خرجت للإعلام الدولي والمواقف الدولية واجتماع مجلس الأمن وإن لم ينجح بقرار ضد ممارسات الاحتلال، ولكن كل ذلك كان إشارة علة مدى فعالية مسيرات العودة، حتى أن هناك مخاوف أرسلت للاحتلال من دول عدة بينها الاتحاد الأوروبي الذي استنكر الاستخدام المفرط للقوة من قبل سلطات الاحتلال، هذه إشارات تقول أن دولة الاحتلال موضوعة في مربع حرج للغاية وهي تقف في حيرة من أمرها الآن أمام المتظاهرين السلميين".
وأكد "أن على العرب أن يتنبهوا ويوقفوا الهرولة المتسرعة غير الطبيعية نحو التطبيع والتي تنم عن جهل كبير بحقيقة الصراع مع المحتل على هذه الأرض، وتوجد فرصة حقيقية للقمة العربية لتأخذ زمام المبادرة من جديد وتقود المنظومة العربية نحو الثوابت المعروفة وأهم ثابت هو القضية الفلسطينية وحق العودة إلى كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة".