Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

مسخرة الديمغرافية الصهيونية

8fvwp.jpg
فضائية فلسطين اليوم

سجّل الخداع الصهيوني، بكل ما يتعلق بأعداد أبناء الديانة اليهودية في العالم، حضيضا غير مسبوق. فبعد أن اختلقت الصهيونية بدعة "الشعب الصهيوني" في نهايات القرن التاسع عشر، فقد دعت لجنة حكومية رسمية إسرائيلية، قبل أيام، إلى اختلاق يهود جدد، من خلال تهويد ملايين ممن تعتبرهم "مقربين" لليهودية، أو للحركة الصهيونية. وهذا الهوس يعكس حالة القلق الصهيوني المتعاظم من المسألة الديمغرافية، الذي شهدناه في الأسبوع المنتهي، مع صدور تقرير يؤكد تساوي عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين التاريخية.

وتدعي اللجنة الرسمية إياها، أن في العالم أكثر من 60 مليون شخص، منهم من له أصول يهودية، ولكنهم حاليا ليسوا يهودا، أو أن المؤسسة الدينية لا تعترف بيهوديتهم، وأيضا منهم من هم مقربون من اليهودية والصهيونية، دون أي صلة جذور لليهودية. وعليه توصي اللجنة حكومتها بالعمل بين هذه المجموعات المنتشرة في عدة دول في العام، لغرض تقريبها أكثر إلى الصهيونية ومشروعها، ولاحقا يتم تهجير "الملائمين" منهم إلى فلسطين لغرض تهويدهم.

ومسألة عدد اليهود في العالم، بمن فيهم الإسرائيليون، هي إحدى مصادر القلق الديمغرافي الأساسية لدى الصهيونية. إذ أن أعداد اليهود منذ العام 1970 ارتفعت بنسبة 12 % فقط، وهم اليوم 14 مليونا، وكل المؤشرات تدل على أن هذا العدد سيبدأ في هذه السنوات بالتناقص، لأن الزيادة الحاصلة بين اليهود الإسرائيليين، لم تعد تسد الناقص السنوي لدى اليهود في العالم.

 

وحينما اختلقت الصهيونية "الشعب اليهودي" في العالم، قبل حوالي 130 عاما، اصطدمت برفض شديد من التيارات الدينية المتشددة، ولكنها وجدت تيارا دينيا متساهلا، وهو ما يسمى اليوم، "التيار الديني الصهيوني"، أو "التيار الديني القومي". لأن الحقيقة الدامغة تؤكد عدم وجود شعب يهودي في العالم، بل ديانة ولها أتباع.

ومسألة "من هو يهودي"، هي القضية الأكثر تفجرا في هذا المجال، بين اليهود. وفي هذه المسألة العينية فشلت الصهيونية في تليين موقف المتدينين الذين يشددون على ما يسمى "طهارة العرق"، وأن اليهودي هو فقط من أمه يهودية، بغض النظر عن هوية والده الدينية. ولهذا فإن في الكيان الإسرائيلي حوالي 280 ألف شخص ممن لا تعترف المؤسسة الدينية بيهوديتهم. وهذا العدد أعلى بكثير في الولايات المتحدة الأميركية، التجمع الثاني من حيث عدد اليهود في العالم (5,4 مليون).

وقبل ثلاث سنوات، حاولت معاهد صهيونية وأخرى معاهد استطلاعات، إجراء تغيير في أعداد الأميركان اليهود، من خلال تغيير التعريف. فوصل الأمر بهم إلى زيادتهم أعداد اليهود بما بين 400 ألف إلى بضعة ملايين، إلا أن المؤسسة الدينية رفضت هذا، وهي حتى متمسكة بعدد 5,25 مليون أميركي، إلا أن العدد المتداول أعلى بقليل.

ما يراد قوله هنا، أن هذه المحاولات الصهيونية، على الصعيد الديمغرافي، تؤكد زيف القاعدة الأساس التي ارتكزت عليها الصهيونية في مسألة "الشعب" المزعوم. ويضاف إلى هذا، أن الصهيونية استندت على روايات "التوراة"، ولكنها عملت بما ينقضها. بمعنى أن "مملكة إسرائيل"، ما كان يجب أن تقوم، إلا حينما يأتي المسيح لأول مرّة إلى العالم. وهذا يسري أيضا على مسألة "الهيكل" المزعوم، إذ يُحظر عليهم الاقتراب من مكانه، إلا بعد أن يأتي المسيح. علما أن علماء آثار إسرائيليين، كانوا قد فندوا في السنوات الأخيرة، وجود الهيكل إياه، في موقع الحرم القدسي الشريف.

وكل هذا تأجج أكثر لدى الصهاينة في الأسبوع المنتهي، حينما عُرضت على لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إحصائيات تؤكد تساوي عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين التاريخية، وحتى لربما زيادة أكثر للفلسطينيين، وهذا ما سيتزايد أكثر مستقبلا. لأن هذا يبدد أوهام الصهيونية برمتها، ولكن بشكل خاص اليمين الاستيطاني، الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو.

فها هي الصهيونية اليوم، وجميل أنه في ذكرى يوم الأرض الذي انطلق لدى فلسطينيي 48، وفي الأيام التي تقترب فيها ذكرى 70 عاما على النكبة، يتأكد لها أن أوهام الاستيلاء على وطن خال من شعبه الأصلي الأصيل، قد تبددت. والمستقبل لنا (نقطة).