قال المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة فلسطين إياد القرّا، مساء اليوم الخميس أن حركة حماس معنية بتوضيح حقيقة ما حصل درءاً للإشاعات، وذلك عقب ما صدر من تصريحات عن رئيس السلطة ورئيس الوزراء رامي الحمد الله حول حادث تفجير الموكب بغزة.
وضمن برنامج "حدث وأبعاد" الذي يبث عبر "فضائية فلسطين اليوم" بين القرّا: إن الأجهزة الأمنية ومن خلال معلومات ومعطيات تمكنت من الوصول إلى المتهمين الرئيسيين بمحاولة تفجير موكب الحمد الله قبل حوالي 10 أيام، ونفذت عملية للقبض عليهم أسفرت عن مقتل المتهم الرئيسي ومرافقه واستشهاد اثنين من القوة الأمنية التي نفذت العملية، وتم اعتقال متهمين آخرين بعملية التفجير.
وأضاف: إن اللقاء الذي تم بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ورئيس حماس بغزة يحيى السنوار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة؛ تم خلاله التوضيح لهم معلومات لم تنشر للإعلام حول دور المجموعة والجهات التي دفعتهم لفعل ذلك ، لافتاً انه هذا اللقاء العاجل وهو مؤشر على أن حماس معنية بتوضيح الحقيقة للجميع .
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية ومدى تأثرها بما حصل من محاولة تفجير موكب الحمد الله، أوضح القرا: لا يوجد هناك مصالحة حقيقية فمنذ بداية أكتوبر الماضي هناك حديث عن شكل من أشكال المصالحة وتم الاتفاق على بعض الخطوات منها تسليم المعابر والجباية وتمكين بعض الوزارات ولكن كل ذلك لم يأت على أي جديد في ظل ما طلبته الحكومة مما يسمى "التمكين". وحقيقة الأمر أن القفز على المصالحة بشكل واضح اليوم من خلال خطاب عباس الاستفزازي والعدائي واتهام حماس بأنها من يقف وراء عملية التفجير، وقد تحدث عباس أن على حماس تسليم قطاع غزة وفي مقدمتها ملف الأمن وهو لا يمكن فصله بأي شكل من الأشكال عن سلاح المقاومة، وعباس تحدث بشكل واضح خلال لقاء اللجنة التنفيذية عن ما فوق الأرض وتحت الأرض وهو يقصد سلاح المقاومة وبيان الحكومة أشار بشكل واضح إلى هذا الأمر.
وأشار رئيس تحرير صحيفة فلسطين: إلى انه من الواضح تناقض الروايات بين الضفة وغزة وعباس لا يريد التحقيق بما حصل، وأن لديه معلومات حاسمة بمن يقف وراء ما حدث وهو اتهام واضح لحركة حماس، ولكن المعلومات المتوفرة حتى الآن رغم عدم صدور معطيات دقيقة ورسمية؛ توضح أن هناك مجموعة مسلحة تم دفعها لتنفيذ ما حصل وهي ربما تكون مدعومة من أجهزة الأمن برام الله، وهناك مسألة تتعلق بإخفاء المعلومات من قبل بعض الجهات.
ولفته القرا خلال حديثه : أن الوفد الأمني المصري كان في غزة يتابع ملف المصالحة وما يتعلق بتمكين الحكومة ولديه قناعة أن ما يحصل هو في المسار الصحيح رغم بعض المعوقات، لكن ما حدث من محاولة تفجير هو تفجير للمصالحة ومحاولة صد للدور المصري.
وتابع بالقول : مصر لها أكثر من اعتبار منها الأمن القومي المرتبط بالوضع في سيناء لأنها تدرك أن أي انفجار في قطاع غزة، أو احتمال شنّ حرب من قبل الاحتلال على القطاع سيترك تأثيراً بشكل من الأشكال لما يمكن أن نسميه التمرير العنيف لصفقة القرن، وخاصة أننا ندرك جميعاً أن الاحتلال يمكن أن يسعى لذلك عبر جهات أو أطراف معينة ومنها عربية متواطئة بشكل مباشر مع الإسرائيلي؛ ففيما يتعلق بالتنسيق الأمني لم يعد بين السلطة والاحتلال فقط بل أصبح أيضاً بين دول عربية إقليمية وازنة والاحتلال الإسرائيلي، والتي تشجع على ذلك بشكل كبير تحت راية التحالف ضد العدو المصطنع والمقصود به إيران وهي محاولة للتمرير العنيف لصفقة القرن.
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة اعلنت ظهر اليوم مقتل المطلوب الرئيس في استهداف موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله ومرافقه واستشهاد اثنين من رجال الأمن، مشددة في الوقت ذاته على استمرار التحقيقات في هذه الجريمة حتى يتم الكشف عن ملابساتها كافة.