أكد محللون سياسيون أن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة اليوم لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة المؤامرات الإقليمية والدولية وخاصة ما يحكى عن "صفقة القرن". وأشاروا إلى أن عوامل الوحدة ونبذ الانقسام يجب أن تتحقق لمواجهة ما هو قادم وإلا سوف ندفع الثمن غالياً داخلياً.
وشدد المحللون الذين استضافتهم فضائية فلسطين اليوم، على ضرورة وقف الاعتقالات السياسية التي تطال أبناء شعبنا في الوقت الذي يواجه فيه المحتل وما يحاك من مؤامرات تستهدف الوجود الفلسطيني، والقضية الفلسطينية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة: أمر مستهجن أن تكون الساحة الفلسطينية لاتزال تعيش الاعتقال السياسي في الوقت الذي يواجه شعبنا المؤامرة على القضية الفلسطينية ولاسيما قضية القدس وحق العودة. وأضاف: في الوقت الذي يحتشد فيه الفلسطينيون في كل مكان للزحف نحو أراضيهم التي طردوا منها عام 48 ضمن مسيرة العودة الكبرى نجد أنه لايزال هناك اعتقال سياسي لناشطين فلسطينيين يعبرون عن آرائهم في مواجهة ومقاومة الاحتلال؛ مشيرا بأنه لا يحق لأي جهة أن تمارس الاعتقال السياسي وهو اعتقال مرفوض ومنبوذ ولا يمكن أن تتكرر تجربة الاحتلال في التعامل مع الشعب الفلسطيني.
وأضاف: ما يحدث في الضفة الغربية هو صراع على خلافة أبو مازن بين أقطاب فلسطينية خاصة داخل قيادة حركة فتح. وما يتعلق بتعثر المصالحة والانسداد في الأفق السياسي كله له علاقة بالصراع على خلافة أبو مازن، والكل يعلم أن الرئيس أبو مازن الآن ربما في حالة صحية وسياسية صعبة جداً فالكل يتحضر لليوم التالي للرئيس أبو مازن. كل السلطات بيد الرئيس أبو مازن فلم تصبح هناك مؤسسات شرعية، أصبح هو الذي يفرض القوانين التشريعية والقضائية وبالتالي هذه هي الإشكالية التي صنعها الرئيس أبو مازن والآن سيجنها الشعب الفلسطيني.
وأشار أبو شمالة قائلا: أخر استطلاع للرأي العام الفلسطيني نُشر في الضفة الغربية وليس في قطاع غزة؛ يتضح فيه أن 65% يطالبون الرئيس أبو مازن بالاستقالة، ويحمّلون حكومة الحمد الله مسؤولية تعطل المصالحة بشكل كبير جداً. واضاف الرأي العام الفلسطيني أصبح يخشى من الفوضى وهي أصبحت قاب قوسين أو دنى في الضفة الغربية نتيجة عدم وجود شرعيات متماسكة في الساحة الفلسطينية بسبب الديكتاتورية الموجودة والتمسك بالسلطات، وما شهدناه في خطاب الرئيس عباس أزّم الحالة الفلسطينية بشكل كبير وغير مسبوق، ولم نسمع قيادي أو مسؤول أو رئيس يتلفظ بهذه الألفاظ.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي لفضائية فلسطين اليوم : لا يوجد سيطرة فلسطينية في الضفة الغربية والسلطة أصبحت بلا سلطة باعتراف الرئيس عباس، لأن دولة الاحتلال تمنع السلطة من ممارسة مهامها، لذلك أصبحنا في الضفة سلطة بلا سلطة واحتلال بدون تكلفة وباحتلال وجودي وسيطرة أمنية.
مضيفا بأن خطاب أبو مازن فيما يتعلق بالعلاقة مع قطاع غزة وحركة حماس واتهامها بشكل مباشر في محاولة اغتيال الحمد الله ستنعكس بشكل سلبي جداً على الناحية الأمنية الداخلية الفلسطينية وقد تتصاعد مسألة التدخل في قضايا الحريات والاعتقال السياسي والمناكفات والتي قد تطول الضفة الغربية وربما قطاع غزة. وفبما يتعلق بانعقاد المجلس الوطني في الضفة الغربية وبدون مشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي أشار عينتاوي أن كل ذلك سيؤدي في ظل استمرار الانقسام بشكل مباشر أو غير مباشر إلى فرض نوع من الوصاية على الشعب الفلسطيني من خلال تطبيق ما يسمى صفقة القرن. مطالبا بتعزيز الجبهة الداخلية من خلال تطبيق قرارات المجلس المركزي الأخيرة لا سيما ما يتعلق بالتنسيق الأمني، و تطبيق كافة الاتفاقات التي تمت في القاهرة الشاطئ بغزة وتفاهمات بيروت والتي نصّت على توحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة المؤامرات الإقليمية والدولية. مختتما حديثه لا نستطيع الحديث حالياً عن مواجهة بهذا النوع وهذا القدر ونحن منقسمون ونتراشق إعلامياً.
(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)