دعا الأسير والمناضل الفلسطيني مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لإعادة الاعتبار مجددا لخيار المقاومة بوصفه الطريق الأقصر لدحر الاحتلال ولنيل الحرية والعودة والاستقلال.
وطالب البرغوثي- في رسالة بعثها من زنزانة رقم 28 بسجن هداريم الإسرائيلي في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات- بإعادة النظر في وظائف السلطة ومهماتها، بحيث تكون مهمتها الأولى والرئيسية دعم ومساندة المقاومة الشاملة، "وهذا يقتضي الوقف الفوري للتنسيق الأمني والتعاون الأمني الذي يشكل تعزيزًا للاحتلال ويلحق ضرراً بالغاً بالمصالح الوطنية للشعب الفلسطيني".
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ضرورة تبني القيادة الفلسطينية الرسمية حركة المقاطعة لـ"إسرائيل".
وقال إن اغتيال الرئيس عرفات كان قرارًا رسميًا إسرائيليًا–أمريكيًا بعد حصار عسكري وسياسي متواصل، بهدف اجهاض انتفاضة الاقصى المباركة وضرب المقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني، "والأمر لا يحتاج إلى طواقم ولجان تحقيق لمدة عشر سنوات للوصول إلى هذه الحقيقة".
وأضاف "إن الشعب الفلسطيني خلال العشر سنوات منذ اغتيال ياسر عرفات وحتى الآن وعلى الرغم من كل المحاولات والوعود لإجباره على التخلي عن ثوابته الوطنية وحقوقه المشروعة ما زال صامداً ومصمماً على نيل حريته واستقلاله كما أن كل المحاولات التي جرت للتخلي عن نهج المقاومة الشاملة قد باءت بالفشل".
ولفت إلى أن صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومقاومته الباسلة وهبة شعبنا في القدس الحبيبة إلا دليل آخر على فشل هذه المحاولات.
وذكر أن التمسك بإرث ياسر عرفات ومبادئه وثوابته التي استشهد وعشرات الآلاف من أجلها يأتي من خلال مواصلة مسيرة المصالحة الوطنية على أسس صحيحة، وانجاز الوحدة الوطنية، ودعم ومساندة حكومة الوفاق الوطني، والتمسك بخيار المقاومة الشاملة وبالبندقية التي استشهد ياسر عرفات وأبو جهاد وأحمد ياسين والشقاقي وأبو علي مصطفى والكرمي والجعبري وهي في أيديهم".
وطالب البرغوثي باتخاذ قرار شجاع وفوري بالتوجه لمجلس الأمن الدولي والالتحاق بكافة المؤسسات والوكالات الدولية وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية والتوقف عن الرهان على سراب المفاوضات.
وتوجه بتحية إجلال وإكبار للهبة الشعبية في القدس، داعيًا الشعب الفلسطيني لمساندتها في الضفة وغزة والداخل وفي الشتات وفي العالميين العربي والإسلامي، "لأن معركة الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية هي معركة فلسطين ومعركة الحرية والعودة والاستقلال".
وطالب البرغوثي أجهزة السلطة وأجهزة الأمن الفلسطينية لحماية ودعم المظاهرات والمسيرات المساندة لهبة شعبنا في القدس.
ودعا كافة القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والشخصيات والمؤسسات إلى عقد مؤتمر وطني وإجراء حوار استراتيجي لبلورة رؤية واستراتيجية فلسطينية موحدة بمشاركة الجميع تمهيدًا لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ولعضوية المجلس الوطني الفلسطيني.
وفي ختام رسالته، أدان البرغوثي استهداف قيادات حركة فتح في قطاع غزة، داعيًا الأجهزة الأمنية لملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها في القطاع.
ودعا جماهير شعبنا إلى أوسع مشاركة في إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد عرفات في كافة أرجاء الوطن.