بدعوة من "مركز باحث للدراسات الفلسطينية"، أقيم لقاء شبابي فلسطيني - لبناني بمشاركة قوى وأحزاب فلسطينية ولبنانية، اليوم الخميس، في "المركز الثقافي لبلدية حارة حريك" بالعاصمة اللبنانية بيروت، تنديداً واستنكاراً للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال.
وبعد أن وجّه ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا الشكر في كلمته لكل من وقف ودعم الشعب الفلسطيني "ضد القرار الأمريكي الأحمق، الذي صدر ليس عبثاً وليس جنوناً، إنما نتاج مؤامرة كبيرة بدأت منذ التفكير باحتلال فلسطين، وتقديمها للعدو الصهيوني حتى يومنا هذا، وضمن ما يسمى بمؤامرة القرن، هذه المؤامرة التي نشهد الآن أحد فصولها، بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني"، دعا "شعوب العالم إلى أن تبقى مستمرة في الحراك ليس فقط حتى إلغاء القرار الأمريكي، بل حتى تحرير القدس وكامل فلسطين".
ولفت إلى أننا "أمام فرصة تاريخية ولحظة حاسمة من تاريخ أمتنا، ومنعطف تاريخي خطير، يجب أن نقف فيه موقفاً مشرفاً ومقاوماً ونضالياً حقيقياً، وأن لا تخمد نار هذا الحراك المشتعل".
وأثنى عطايا على "موقف لبنان المتقدم والجريء، وبعض الدول التي قامت بخطوات أكثر من مجرد كلام"، وطالب "كل الحكومات العربية أن تقدم خطوات عملية، من خلال أولاً: طرد سفراء الولايات المتحدة الأمركية من دولنا، ثانياً: قطع العلاقات وكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ثالثاً: مقاطعة البضائع الأمريكية في دولنا ووطننا العربي".
وقال: "كفلسطينيين نقف في مقدمة المعركة، ولكن أيضاً نريد أن يتحول هذا الدعم الجماهيري المتحرك الغاضب، إلى دعم حقيقي للفلسطينيين المنتفضين داخل فلسطين، وعلى رأسه الدعم المادي، الذي يمكنهم ويساعدهم على الاستمرار في هذه الانتفاضة التي هي فرصة تاريخية لنا، ونفوت أيضاً على الداعمين المتحكمين برقاب سلطتنا الفلسطينية أن تتحرر من هذا المال الذي يريد أن يأخذنا إلى معاهدات مذلة، وإلى مكان لا يمكن أن يرضى به أي إنسان عاقل، فكيف بإنسان احتلت أرضه".
وأضاف: "في هذه اللحظة التاريخية ينبغي علينا أن لا يقف أحفادنا بعد عمر من الزمن، ليقولوا أن أجدادنا ضيعوا علينا القدس، كما يتهم البعض أجدادنا بأنهم ضيعوا فلسطين، وباعوا أرضهم، وهذا كله إفتراء وزور، لأنهم قاموا وقدموا مقاومة مشرفة، ولكن للأسف الإعلام لم يساعدهم على ذلك، ونحن الآن أمام إعلام مقاوم، لا بد أن يكون سلاحاً فتاكاً بوجه كل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية المركزية الأم".
وأعلن عطايا بأن "يوم غد الجمعة سيكون هناك مسيرة مليونية على طول الشريط الحدودي لغزة والضفة، مع الداخل الفلسطيني"، داعياً "كل الشرفاء في دول الطوق التي لها حدود جغرافية مع فلسطين المحتلة، أن تقوم بمسيرات وانتفاضات وحراك على طول الحدود، ليكون دعماً ولو معنوياً، ولكنه دعم كبير لأهلنا المنتفضين في داخل فلسطين"، موضحاً أننا "بصدد القيام بخطوات في قادم الأيام، لإبقاء القضية الفلسطينية على رأس الأولوية".
وطالب عطايا في ختام كلمته "وسائل الإعلام بإدراج قضية القدس في مقدماتها الإخبارية، لأن هناك مؤامرة لاحتواء هذا الحدث الجلل، وهذه الانتفاضة.. لأن تهويد القدس اليوم مشروع قائم يجب محاربته بكل ما أوتينا من قوة".