أكد رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا، اليوم الأحد، أن "شعبنا الفلسطيني بكافة مكوناته واطيافه يرفض رفضاً اكيداً وواضحاً ما صدر عن ترامب من اعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل".
وأضاف المطران حنا "اننا لم نتفاجأ من هذا الموقف الأميركي المعادي لشعبنا ولقضيته العادلة وكثيرة هي القرارات والمواقف الأميركية المعادية للشعب الفلسطيني وللأمة العربية، ولكننا نعتقد بأن هذا الاجراء الرئاسي الأميركي الأخير إنما هو اسوء هذه القرارات واخطرها لانه قرار يستهدف العاصمة الروحية والوطنية لشعبنا، انه قرار يستهدف المسيحيين والمسلمين وهم ابناء الشعب الفلسطيني الواحد المناضل من اجل الحرية".
وأشار الى أن"يحق لنا ان نتساءل من الذي اعطى الصلاحية للرئيس الاميركي ومن الذي خوله لكي يقوم بهذا الاعلان، هل يظن ان تاريخ مدينة القدس المجيد يمكن ان يلغى وان يشطب بتوقيع منه على ورقة وفي مسرحية كوميدية شاهدها العالم كله.
وأكد المطران حنا أن "توقيع الرئيس الاميركي وقراره لاقيمة له بالنسبة الينا لان تاريخ مدينة القدس وهويتها وتاريخها وتراثها هي اقوى بكثير من كل قرارته واجراءاته التعسفية بحق شعبنا وبحق مدينتنا المقدسة".
وأضاف: "إن ترامب ينتمي الى تيار سياسي موجود في اميركا وهؤلاء يصفون انفسهم بأنهم المسيحيون الصهاينة ونحن لا نعترف بهذه التسمية وهي ليست موجودة في قاموسنا المسيحي فلا يمكن لاحد ان يكون مسيحيا وان يكون صهيونيا في نفس الوقت، المسيحية هي ديانة المحبة والرحمة والاخوة والسلام، أما الحركة الصهيونية فهي حركة عنصرية بامتياز وقد كانت هذه الحركة سبباً في نكبة شعبنا وفي التطهير العرقي الذي حل ببلادنا، فهؤلاء ليسوا مسيحيين على الاطلاق ولا يمثلون القيم المسيحية لا من قريب ولا من بعيد هؤلاء هم دكاكين مسخرة في خدمة المشروع الصهيوني وهم يستغلون الدين لاغراض سياسية هي ابعد ما تكون عن القيم الايمانية والروحية والاخلاقية".
وناشد المرجعيات الروحية المسيحية في العالم للحرك نصرة للقدس والشعب الفلسطيني، وقال" نتمنى ان نسمع المرجعيات الروحية المسيحية في عالمنا وهي تدافع عن القدس وترفض هذا القرار الاميركي الظالم الذي يستهدفنا جميعاً، كما ونتمنى من المرجعيات الروحية الاسلامية ان تدافع عن مدينة القدس باعتبارها عاصمة فلسطين وحاضنة اهم المقدسات المسيحية والاسلامية ، فالقدس مدينة تجمعنا وتوحدنا وتقربنا مع بعضنا البعض في اجواء من الوحدة والاخوة والتلاقي والتفاهم والتواصل خدمة لانساننا ودفاعا عن شعبنا وصونا لقدسنا ومقدساتنا واوقافنا".
وتابع: "آلامنا وجراحنا كفلسطينيين لم ولن تنسنا في يوم من الايام آلام ومعاناة غيرنا فنحن في مدينتنا المقدسة نحمل رسالة انسانية حضارية اخلاقية روحية ونتمنى بأن تزول ثقافة الارهاب والعنف في منطقتنا لكي تكون مكانها ثقافة الحوار والتلاقي والاخوة والمصالحة بين كافة مكونات امتنا وان تكون بوصلة العرب دوما باتجاه فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".