نادية عصام حرحش لم يصدمنا ولم يفاجئنا ترامب بإعلانه القدس عاصمة "إسرائيل". ولا أعرف لم الاهتمام أصلاً. فمن هي أمريكا لتعلن هذا؟ وإن كان هناك مدلول على هذا الإعلان فهو يضعف "إسرائيل" التي تحتاج إلى أمريكا لتعلن لها عاصمتها.
الصدمة التي لا تنتهي هي صدمتنا في خطابات الرئيس. ما الذي يريده الرئيس من خطابه؟ استنكر الحدث؟ تفاجأ؟ يريد دعوة المؤتمر الوطني الفلسطيني للاجتماع؟
السيد الرئيس: هل تمزح معنا؟
ألا تميز أنه لم يبق لك شيء؟
كيف تصر أن القدس لا تزال عاصمة فلسطين ولا تحرك سلطتك ساكنة عن تركها للاغتصاب الإسرائيلي من تهويد وصهينة وأسرلة على مدار عشرين سنة.
إن قرار ترامب يا سيدي الرئيس من شأنه أن يغير شيئاً واحداً فقط، هو إعلانك فض هذه السلطة حالاً وإعلان الدولة الواحدة كحل وحيد.
لقد فشلتم في الحفاظ على القدس منذ مجيئكم. تركتم القدس للاستباحة، وتقول لنا الآن "اصبروا ورابطوا واتقوا الله؟" ما الذي تريدنا أن نرابط عليه؟ لقد تخاذلتم وخذلتم هذا الشعب منذ سنوات وتركتونا بالعراء مستباحين.
خطاب الرئيس خطاب استنكاري هزيل، لا يقدم بل يؤخر.
في وقت لا يمكن إلا أن يعلن فيه الرئيس حل هذه السلطة، يتشبث بخطاب يتمثل فيه بكلماته كخطابات الدول العربية التي ستدعو وتشجب وتستنكر.
انتهى الأمر ولا يزال يقول ويردد أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية ويتكلم عن اللاجئين ويحي الأسرى والشهداء.
سيدي!!! ارحمنا… فلم تعد هذه الكلمات حتى مناسبة مع هذا الحدث. لم يعد هناك خيارات تختار بينها.
القدس بالفعل أكبر من أن يغير قرار هويتها، ولكنك يا سيادة الرئيس تركتها وسمحت باغتيال هويتها وتركت المؤامرات عليها منذ مجيئكم إلى هذه السلطة.
لم يبق إلا حل واحد….
حل الدولة الواحدة، تعيد "إسرائيل" إلى وضعها الأساسي، وضع الاحتلال.
عشنا لنرى بداخل حكمك الرشيد ضياع كامل محكم لكل ما تبقى لنا من أرض وقضية.
ولا زلتم ترددون نفس الشعارات….
انتهى الأمر….
فلتحل السلطة قبل سقوطها….
لم يبق لكم شيء لتسيطروا عليه، ولم يبق لنا إلا هذا الاحتلال… يحتكم في سيطرته علينا، فلتضع النقاط على الحروف…. وأسقط هذه السلطة قبل أن يتم إسقاطكم.