دينا شرف الدين "إنما جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْى فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
صدق الله العظيم
عملية جديدة من عمليات الإرهاب الخسيس الذى يثبت فى كل مرة أن الدين الذى يتاجرون باسمه ويلوثون طهره وسماحته براءٌ منهم وممن هم على شاكلتهم ومن تبعهم من الغاوين.
فقد جن جنون هؤلاء القتلة المأجورين والمرضى النفسيين بعد أن ضاق عليهم الخناق، وباتت العمليات المتناثرة التى يتمكنون من القيام بها مجرد حلاوة روح، فنفذوا مذبحة مسجد العريش دون أدنى تفكير وبوجه مكشوف مفضوح غير مبالى بالخزعبلات التى يقتلون باسمها والسموم التى يروجون لها والتى اعتنقها عدد لا بأس به من ذوى العقول المختلة الخاوية فأصبحوا جنداً مجندة وأدوات تنفيذية لهذه الذئاب البشرية!
فكانت مذبحة الجمعة السوداء التى قتل فيها هؤلاء الفجرة مئات المؤدين لصلاة الجمعة بمسجد الروضة ببئر العبد بمدينة العريش بمثابة شهادة الوفاة التى سطرها هؤلاء لأنفسهم. بأيديهم، ليشهد بنوا البشر جميعاً من مشارق الأرض لمغاربها بأن هؤلاء ما هم إلا مجموعة من القتلة المأجورين الذين لا صلة ولا علاقة لهم بالدين.
وكما قال الرئيس فى كلمته بالأمس:
(نحن صامدون)، نحارب الإرهاب نيابة عن العالم
فقد شاهدت على شاشات التليفزيون برقيات التعازى والإدانة والشجب والتضامن مع مصر فى حربها على الإرهاب من جميع دول العالم العربية والغربية، ولكنها أعزائي لا تتخطى كونها مجرد كلمات للمواساة فحسب!
لكننى أود أن أُذكر الجميع:
إن العمليات الإرهابية الغاشمة لم ولن تتوقف عند هذا الحادث المؤلم فى هذه البقعة من الأرض، فإن استمر توغل وتوحش هؤلاء المجرمين ستُحصد يوماً بعد يوم مزيداً من الأرواح هنا وهناك من الشرق للغرب كما عهدتم من قبل فسلاح الإرهاب الخسيس لا يفرق بين عربي وأعجمي ولا مسلم ومسيحي ولا كنيسة ومسجد، فالكل سواء ولا حُرمة للدم ولكنها مجرد صفقات ممولة فحسب!
الدول الغربية لا تحرك ساكناً وعلى رأسها أمريكا تلك التى تدين وتشجب وتكتفى فقط بعدد من الضربات التمويهية لتنظيم داعش وأذياله دون أن يصاب أحد منهم بأي أذى وكأنها ضربات تضرب برفق دون أن تجرح لضمان استمرار الانهيار والزعزعة بالمنطقة وعلى رأسها مصر!
فهل ستتخذ الدول الغربية من حربها على الإرهاب مأخذ الجد؟
هل ستتأكد من أن الخطر محيط بها، بل إنه على أراضيها وفي حمايتها وتحت رعايتها؟
حقاً: فإن مصر الدولة الوحيدة التي تواجه بمفردها حرباً شرسة على الإرهاب، وبفضل الله قد تمكنت من تطهير معظم أراضيها من هؤلاء القتلة الغزاة بعدد كبير جداً من الضربات الموجعة لتقتص لشهدائها الأبرار بعد كل عملية إرهابية قصاصاً يثلج الصدور، في حين يشجب ويندد ويتفرج العالم!
وبالفعل قد بدأت على الفور عملية القصاص العاجل وقتل عشرات التكفيريين ممن نفذوا مذبحة الجمعة المروعة وفي انتظار المزيد.
إذن: فمن الواجب علينا جميعاً كمصريين أن نعي جيداً أنه هناك تحدياً كبيراً علينا محاربته بكافة الوسائل والطرق، وهو القضاء على هذا الفكر المتطرف الذى تم إلصاقه بالدين عنوة لتشويه صورته السمحة وتصدير المفاهيم المغلوطة عنه لتبرير العنف والقتل واستباحة الدماء حتى وصلت إلى النساء والأطفال والركع السجود!
كما علينا أن نوقن أن تلك المهمة ليست قاصرة فقط على فئة الشيوخ وعلماء الدين ولكنها تمتد لتشمل كل فرد فى المجتمع، فكل من يستطيع أن يمد يداً للعون في هذا الشأن، فليتقدم ولا يبخل بجهده حتى وإن اقتصرت مهمته على توعية عدة أفراد ممن يحيطون به.
هؤلاء القتلة الإرهابيين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وقدمت أيديهم للعالم أجمع ولمن تبعهم من المغيبين الدليل القاطع على أن لا علاقة لهم بدين الإسلام ولا هم بمسلمين، ذلك بقتلهم الأبرياء من المصلين فى أحد بيوت الله أثناء صلاة الجمعة!!
أيها القتلة المجرمين لكم دينكم ولنا دين