نظم الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، اليوم الأربعاء، مؤتمراً ثانياً بإسم "الوعد الحق" في العاصمة اللبنانية بيروت، يندد بوعد بلفور المشؤوم، حيث ضم مشاركة واسعة من قيادات إسلامية ووطنية.
وأكد رئيس المؤتمر الشيخ ماهر حمود في الافتتاحية أن "وعد بلفور واحد من مؤامرات كثيرة نهشت جسدنا وشوهت ثقافتنا".
وأضاف الشيخ حمود "كما انتصرت المقاومة في غزة ولبنان ستهزم كل المؤامرات من أي مكان تأتي منه".
وأشار الشيخ إلى أن "قادة الكيان تحدثوا بأنفسهم عن حتمية زوال اسرائيل وزالها أمر مفروغ منه بالنسبة لليهود".
كما ألقى رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، عبر تسجيل في المؤتمر، مؤكداً عدم التخلي عن فلسطين والقضية الفلسطينية التي يريد المتأمرون تصفيتها.
وشدد المطران حنا أنه "لن يتمكن وعد بلفور أو أي وعد آخر من تغيير قيمنا ومبادئنا الثابتة"، مؤكداً أن "في ذكرى بلفور نؤكد أن فلسطين ستبقى لأصحابها وليس للمستعمرين الدخلاء".
كما أكد المطران على عدم التخلي عن الأراضي التي يسربها بعض "العملاء المرتزقة" للاحتلال، مؤكداً "سنبقى ندافع عن مقدساتنا مهما كان الثمن والتضحيات".
وفي نهاية كلمته دعا المطران عطا الله حنا الأمة العربية والإسلامية والمسيحينة بضرورة الوحدة للدفاع عن فلسطين والقدس.
من جهته، أكد أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ محسن الأراكي أن "مسؤولية فلسطين الثقيلة التي لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة تقع على عاتق العالم الإسلامي".
وذكر الشيخ الأراكي في كلمة له بالمؤتمر أنه "لم يشهد العالم انتصاراً لإسرائيل بعد انتصار المقاومة عليها في كل مكان"، مشيراً إلى أن " كل شيء يدل عن قرب زوال الكيان الصهيوني".
وبارك الشيخ محسن الأراكي للأخوة في فلسطين على إتفاق المصالحة والوحدة.
كما ألقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية كلمة مسجلة، قال فيها: "المؤتمر يعيد قضية فلسطين إلى سلم الأولويات والاهتمامات".
وأكد هنية أن "قضية فلسطين ستبقى القضية الأساسية والمحورية رغم مايحيط بمنطقتنا من أحداث".
واستنكر هنية في كلمته وعد بلفور قائلاً: "نقف في ذكرى وعد بلفور أمام صورة الإنحياز والتواطئ الغربي مع الاحتلال الصهيوني والظلم التاريخي الذي وقع علينا"، مشيراً إلى أن "الصورة التي تكشف الانحياز ضد القضية والأمة بدأت منذ وعد بلفور".
وأكد رئيس حركة حماس أن "الشعب الفلسطيني رغم مرور 100 عام على وعد بلفور لم ينكسر ولم يتخلى عن المقاومة".
وأضاف: "نحن نعيش اليوم بعض التحديات منها الانقسام حول الخيارات الاستراتيجية والتعامل مع الاحتلال"، مشيراً إلى أن "علينا بناء استراتيجية متكاملة لمجابهة التحديات التي تواجهنا منها اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في بعدها العربي والاسلامي".
وتابع هنية: "المقاومة هي الخيار الأقرب والاستراتيجي لاستعادة الأرض ودحر الاحتلال".
وأكد رئيس حركة حماس أن "بدأنا بمبادرة المصالحة وهي خيار استراتيجي لنا ونسعى لإقامة بنيان فلسطيني موحد"، داعياً إلى "إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لكي تتسع لكل الفصائل الوطنية والإسلامية".
وقال هنية: "نسعى للتوصل إلى برنامج سياسي مشترك يجمع بين المرحلي والاستراتيجي"، مؤكداً عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني وعدم التنازل عن شبر واحد من فلسطين.
وتابع: "لنا علاقات هامة مع إيران ومع جميع الدول العربية والإسلامية وهذا مصدر قوة لنا... ونتمنى أن تكون سوريا قوية وموحدة وأن تعود إلى دورها الأساسي في دعم القضية ومواجهة المشاريع الأميركية".
وفي نهاية كلمته أكد هنية على أن "لا مستقبل للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين ولن يحتفل قادة الصهاينة بمئوية بلفور".
وفي السياق ذاته، تحدث الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في المؤتمر العالمي لاتحاد علماء المقاومة، مؤكداً أن "حق فلسطين علينا، وعلينا أن نكون معها ومع مقدساتها كافة".
وتابع الشيخ قاسم: "نحن نؤيد وندعم كل من يحمل مشروع المقاومة قولاً وفعلاً لأن استمرار المقاومة هو مقدمة التحرير".
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله أن "فلسطين أرضنا وسنحررها ونحميها ولن نرضى بالوصاية والاستعمار"، مشيراً إلى أن "المقاومة الخيار الوحيد المجدي للتحرير وقد نجحت في كل مكان".
كما اكد الشيخ قاسم على أن "لا استقرار ولا شرعية للاحتلال والتحرير مسألة وقت".
خاص- فلسطين اليوم