خالد الزبيدي تباطؤ الحركة التجارية في القدس وارتفاع تكاليف المعيشة وزيادات على إيجارات المحلات والمساكن ينذر بعواقب وخيمة في ظل سياسات التعسف الصهيوني تجاه المقدسيين،
والإغلاقات شبه المستمرة، يقابلها سياسات تهويد شرسة تنفذها سلطات الاحتلال، واستيطان مستمر في المدينة المقدسة، فسياسة التهويد لاتستثني أحداً مسلمين ومسيحيين، والهدف الصهيوني دفع الصامدين في بيت المقدس إلى التخلص منهم تدريجياً يقابله تهويد ممنهج مدعوم من الحركة الصهيونية.. من استيطان إلى دعم اليهود المتطرفين وتمكينهم من اجتياح باحات الأقصى الشريف يومياً، وممارسة إرهاب متعددة أصعبه إرهاب الدولة، والاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى هو عنوان لسلوك سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين.
هناك تفاصيل كثيرة من معاناة المقدسيين، وفي الوقت نفسه هناك دعم مادي فلسطيني وعربي وإسلامي هزيل بالمقارنة مع متطلبات الصمود والدفاع عن الحقوق الإسلامية والمسيحية في القدس، مئآت المليارات تنفق في المنطقة العربية لأهداف غير محددة، وهذه النفقات تؤخر ولا تقدم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية والإسلامية، بينما يعد دعم القدس أولوية إسلامية وعربية وإسلامية، فالدعم يفترض أن يترجم على شكل نفقات للعناية بالخدمات للفلسطينيين الصامدين في القدس، بحيث تتم مأسسة هذا الدعم ليطال جميع من يستحق للمساعدة في تثبيتهم في بيوتهم ومتاجرهم.
اليمين الإسرائيلي يلقي بثقله من ممارسات عداونية خلافاً لمبادئ عملية السلام، وينفذ سياسة القضم في نظام عربي وإسلامي غارق في مشاكل داخلية وإقليمية ودولية، لا يلتفت إلى القدس بمكانتها الدينية، فالدعم المطلوب يتجاوز مواقف الشجب والاستنكار الذي أصبح نادراً في معظم العواصم، فالتبرعات الصهيونية من اليهود في العالم ومنظماتهم بالمليارات، بينما الدعم العربي والإسلامي شبه غائب، وكأن حماية القدس هي مسألة داخلية أردنية فلسطينية، علماً بأن موقف عربي وإسلامي واحد قادر على كبح جماح الصهاينة وعصاباتهم في القدس، ذلك بوقف التعامل مع منتجات الشركات الإسرائيلية والشركات التي تدعم الاستيطان على سبيل المثال.
وفي الوقت نفسه الشعوب العربية والإسلامية يستوجب عليها إعلان موقف موحد لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية والشركات التي تدعم الاستيطان، مثل هذا الموقف قادر على دفع اليمين الصهيوني ومن يدعمه خطوات إلى الوراء، وما حصل خلال الأسابيع القليلة الفائتة وللموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني والأردني تمكن من وقف الاعتداءات الصهيونية على الأقصى الشريف، وهذه الجولة لم تكن الأخيرة وسيتبعها استفزازات واعتداءات لقطاعات المستوطنين، وإن صلابة موقف المقدسيين والفلسطينيين والأردنيين هو الأساس، وإن دعم المقدسيين واجب على الجميع ولبنة مهمة في مواجهة التهويد والنيل من القدس الشريف.