تصادف يوم غد الأحد الذكرى الـ29 لاستشهاد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" نائب القائد العام لقوات الثورة، الذي اغتاله "الموساد" في منزله بتونس، بقيادة رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك.
وحسب ما تناقلته التقارير وشهود عيان، فإن فرق "كوماندوز" تابعة للاحتلال وصلت فجر 16 نيسان/أبريل 1988، إلى شاطئ تونس، وتم إنزال 20 عنصراً مدربين من قوات وحدة "سييريت ماتكال" من 4 سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة، لتنفيذ عملية اغتيال أبو جهاد على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة.
واقتحمت إحدى الخلايا المنزل بعد تسللها للمنطقة، وقتلت الحارس الثاني الشهيد نبيه سليمان قريشان، وتقدمت أخرى مسرعة للبحث عن أبو جهاد، فسمع ضجة في المنزل خلال انشغاله في خط كلماته الأخيرة على ورق كعادته، وكان يوجهها لقادة الانتفاضة.
وذهب وهو يرفع مسدسه ليستطلع الأمر، كما روت زوجته انتصار الوزير، وإذا بـ70 رصاصة تخترق جسده ويصبح في لحظات في عداد الشهداء، علماً بأن آخر كلمة خطتها يده هي (لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة).
شيّع "أبو جهاد" ودُفن في 20 نيسان 1988 بدمشق، في مسيرة حاشدة غصت بها شوارع المدينة، بينما لم يمنع حظر التجول الذي فرضه الاحتلال جماهير الأرض الفلسطينية المحتلة من تنظيم المسيرات الغاضبة والرمزية وفاء للشهيد الذي اغتيل وهو يتابع ملف الانتفاضة حتى الرمق الأخير.
يشار إلى أن الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" من مواليد العام 1935 في مدينة الرملة، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948 مع أفراد عائلته، ودرس في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى عام 1963، وهناك تعرف على الشهيد ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح. وشارك الشهيد في العديد من الهام كما تولى مناصب عدة في حركة فتح، وكان له الأثر الأكبر في النضال على مدار التاريخ الفلسطيني.