تواجه مدينة القدس أشرس عملية مواجهة بين المصلين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المسجد الاقصى وهاجمت المصلين بالقنابل الصوتية والاعيرة المطاطية وإغلاق ابواب المسجد بالسلاسل الحديدية لمنع المصلين من أداء الصلاة.
تجري هذه الاحداث تحت سمع وبصر القوى الاسلامية والعربية دون اتخاذ اي اجراء قوي يرفع الغبن عن الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال حوالي 65 عاماً.
لقد اكتسبت القدس عبرتاريخها أهمية دينية وروحية وحضارية فريدة، بحكم أنها مهد الديانات السماوية، لذا كانت بؤرة صراع ما بين الكيان الصهيوني وأصحاب الأرض من العرب الفلسطينيين، وعروبة القدس التي بناها الكنعانيون العرب منذ خمسة آلاف عام، تشهد عليها الأرض والانسان وآثارالتاريخ عبر العصور المختلفة، بدءاً من الحضارة الكنعانية إلى الحضارات الإغريقية، والرومانية والإسلامية، وغيرها من الحضارات الأخرى التي خلفت الكثيرمن الآثار المعمارية، والمواقع الأثرية والتاريخية الهامة، التي تكشف زيف الإدعاءات الإسرائيلية التي يروج لها قادة إسرائيل عن الحق التاريخي لليهود في فلسطين.
بدأت فكرة الغزو كما يقول مركز يافا للابحاث في القاهرة تتسلط على اليهود بعد تجربتهم في التيه، وكذا تنفيذاً لأوامر التوراة، وبعد أن استقروا في أرض كنعان، غضب عليهم ملوك الأشوريين والبابليين والرومان بسبب العنف والشغب الذي كان يثيره اليهود ، وحتى أيام السيد المسيح، والذي قام الإسرائيليون بتعذيبه وتكذيبه لأنه أراد تصحيح عقيدتهم.
لقد أشارالرحالة الألماني "فيلكس فابري" إلى معاناة القدس قديماً - وحتى يومنا هذا – من التعصب الأعمى لليهود في الدفاع عن معابدهم، والتصلب المتزايد في الرأي، وهو الأمر الذي أدى إلى تدمير المدينة المقدسة على أيدي الرومان ثم الفرس، والذي قد يؤدي في الوقت الحاضر إلى تدمير عملية السلام، ودخول المنطقة في حرب لا يحمد عقباها.
لقد احتلت القدس مكاناً مرموقاً في العالم الإسلامي، نظراً لمكانتها الدينية، ولذكرها في القرآن الكريم بوصفها أرضاً مباركة، لذلك كانت محط عناية الخلفاء المسلمين، سواء أيام العباسيين أوالفاطميين أوالمماليك، فقد استمرإعمارالحرم القدسي وبناء العديد من المدارس والمساجد والأسبلة والقلاع، وتوسيع مساجد الحرم أوترميمها أووقف مبان وسبل لزائري القدس.
جدير بالذكر أن بعض الأقطار العربية وعائلات مصرية أوقف أهلها كثيراً من أملاكهم لحساب أوقاف القدس.
في عهد الدولة العثمانية أخذت الإرساليات تنشئ المدارس البريطانية والفرنسية والألمانية والروسية وغيرها في مدينة القدس، لتحل محل المدارس الدينية القديمة، كما أنشأوا معاهد أثرية ومكتبات تابعة لها، كما أخذ علماء الآثاريدرسون آثار فلسطين والقدس، بعد الانقلاب العثماني عام 1908، ازدهرت الاتصالات الثقافية بين فلسطين وأوروبا، وظهر أوائل المقدسيين الذين تلقوا العلم ومنهم يوسف ضيا باشا الخالدي، وروحي الخالدي وغيرهما، مما كان له أثره الكبير في مجال الكتب والمكتبات التي تم فتح العديد منها، كما تم إعادة تنظيم المكتبات القديمة.
إن المسجد الأقصى وأهالي القدس يستصرخون الضمير العالمي والإسلامي بوجه خاص لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمصلين ووضع حد لهذه الأعمال الإجرامية والبربرية ضد أبناء بيت المقدس في الظروف الراهنة.