صدحت المساجد مساء اليوم، في مناطق عدة بفلسطين تحدياً لإقرار "الكنيست" "قانون" منع رفع الأذان بالقراءة التمهيدية.
وكانت القائمة العربية المشتركة ووزاة الأوقاف وفعاليات عدة، قد دعت إلى رفع الأذان في مساجد فلسطين تحدياً لقرارات الاحتلال العنصرية.
ودعا عضو القائمة العربية المشتركة أحمد الطيبي المسلمين لرفع الأذان عند صلاة العشاء من كل مسجد وبيت ردا على "مشروع قانون حظر الأذان" الذي وصفه بـ "العنصري".
وأكد أعضاء القائمة المشتركة رفضهم القاطع لـ"قانون منع الأذان" الذي أقره "كنيست" الاحتلال، ظهر اليوم الأربعاء، بالقراءة التمهيدية، مشيرين إلى أنهم لن يحترموا قانوناً عنصرياً وفاشياً.
وجاء في بيان للقائمة المشتركة؛ "القانون اعتداء سافر على الحيز العام الفلسطيني ومحاولة فظة لتشوية هوية المكان وطمس المعالم الثقافية والدينية المقدسة لأبناء شعبنا".
وأضاف البيان، إن "القانون" الفاشي والعنصري، انتهاك صارخ لحرية العبادة والتدين، مؤكدين أن الأذان جزء من الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي الفلسطيني العربي، فضلاً عن كونه شعيرة دينية إسلامية، وسيبقى يصدح عالياً ليسكت أصوات العنصرية والفاشية داخل حكومة نتنياهو المتطرفة وخارجها.
في السياق، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية د.حسن الصيفي: "إن إقرار ما يُسمى بالكنيست الصهيوني لقانون حظر الأذان بالقراءة التمهيدية في مساجد القدس والداخل المحتل هو جريمة"،
وأضاف: "سنرفع الأذان في مساجدنا رغماً عن الاحتلال ولن نرضخ لقوانينه العنصرية".
وأكد الصيفي أن وزارة الأوقاف بغزة أصدرت تعميماً لأئمة المساجد كافة في جميع محافظات قطاع غزة برفع الأذان وقت العشاء وتكراره عدة مرات. داعياً وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ الخطوة ذاتها في مساجدها رداً على جريمة الاحتلال. وقال: "من يُزعجه الأذان فليرحل".
كما ندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، بمصادقة الاحتلال على "قانون" منع رفع الأذان، معتبراً بأن هذا "القانون" يعبّر عن عنصرية تجاوزت الأبعاد السياسية لتصل إلى أبعاد دينية تنذر المنطقة كلها بحرب دينية من خلال المساس بحرية المعتقدات.
وأكد، في بيان للوزارة اليوم الأربعاء، "أن هذا العمل الذي ينضح تطرفاً، وعنصرية تجاه أبناء الديانة الإسلامية في القدس هذه المدينة التي يحاول هؤلاء العنصريون إلغاء كونها مدينة تعددية مارست فيها الديانات السماوية عبادتها وشعائرها فيها بحرية كاملة على مدار تاريخها، وتحويلها إلى مدينة بسماتٍ إقصائية تعبر عن لون عنصري صهيوني متطرف".
وقال إن هذه المصادقة لن تغير من الواقع الديني لمدينة القدس وحرية المعتقدات بها، بل ستجعلنا أكثر التزاماً بمقدساتنا، وممتلكاتنا الوقفية التي تعبّر عن هويتنا وثقافتنا الوطنية والسياسية.
كما طالب ادعيس، المجتمع الدولي، والعالمين العربي والإسلامي، والمؤسسات الدولية ذات الاختصاص بحماية الأماكن المقدسة والمقدسات الإسلامية والمسيحية والعمل الفوري على دفع حكومة الاحتلال للتراجع عن هذه القرارات المتطرفة وغير المسؤولة، وكف يدها عن المساس بمقدساتنا.
وصادق "كنيست" الاحتلال بأغلبية، اليوم الأربعاء، على "مشروع قانون حظر الأذان" بصيغته المعدلة، بعد جلسة نقاش ساخنة، وصوّت لصالحه 55 عضواً، فيما رفضه 47 عضواً.
وكانت ما تسمى "اللجنة الوزارية لشؤون التشريع" التابعة لحكومة الاحتلال، وافقت صباحاً على طرح "مشروع القانون" قبل أن يطرح من قبل ما يسمى "رئيس الائتلاف الحكومي" (دافيد بيتان، وموتي يوغيف) أمام "الكنيست" للمصادقة عليه بالقراءة التمهيدية.
ويحظر القانون المعدل استخدام مكبرات الصوت من الساعة 11 مساءً وحتى 7 صباحاً مع فرض غرامات مالية على أي مسجد يرفض الالتزام بذلك.