شيع أهالي مخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس بالضفة الغربية، مساء اليوم جثمان الأسير المحرر الشهيد محمد الصالحي، الذي أعدمه جنود الاحتلال داخل منزله فجراً.
وشارك آلاف المواطنين في تشييع جثمان الشهيد الصالحي إلى مثواه الأخير في مقبرة المخيم، وسط مشاعر غضب في صفوفهم.
وقالت والدة الشهيد الصالحي: "دخلوا من بين سطوح المنازل، وبكل برودة قلب أطلقوا 6 رصاصات بمسدس كاتم الصوت على قلب ابني واغتالوه أمام أعيننا.. محمد تعلّم بمدرسة الفارعة وفترة اشتغل بالخضرة، وآخر فترة عمل 3 أشهر بالأونروا".
وخلال مشاركته في التشييع، قال ياسر أبو كشك مدير المخيمات في دائرة اللاجئين بمنظمة التحرير، "إن الاحتلال يحاول البحث عن ذرائع لجرائم بحق أبناء شعبنا الأعزال، فجنود الاحتلال يغتالون الشبان الفلسطينيين في الشوارع بدم بارد، حيث يضعون السكاكين بجانب جثثهم ويزعمون أنهم حاولوا تنفيذ عمليات طعن، هذه إحدى المعزوفات الكاذبة للاحتلال".
وفي مقابلة مع قناة فلسطين اليوم أكد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الشيخ خضر عدنان أن جريمة إعدام الشهيد محمد الصالحي هي محاولة من الاحتلال لحفظ ماء وجهه بعدما عاش حالة من الفشل والخوف وهروب عشرات الجنود المدججين بالسلاح بعد عملية الدهس التي نفـذها الشهيد فادي قنبر في القدس المحتلة.
إدانات واسعة للجريمة
هذا ودان العديد من الجهات الفلسطينية إعدام الإحتلال للأسير المحرر محمد الصالحي أمام أفراد عائلته في مخيم الفارعة بالضفة الغربية
وفي بيان له، نعى نادي الأسير والحركة الأسيرة الشهيد الصالحي، وأشار إلى أن ملاحقة الأسرى المحررين بعد الإفراج عنهم ليس بالجديد فقد عمد الاحتلال سابقـا إلى اغتيال عشرات من الأسرى المحررين لتنفيذ سياسته الانتقامية.
الجبهة الشعبية ، بدورها أكدت أن جرائم الإحتلال لن تحبط عزيمة المقاومة، وستزيد إصرار الشعب على مواصلة انتفاضته.
وقالت في بيان لها، إن إستخدام الاحتلال هذه الأساليب الإنتقامية يأتي كمحاولة لرفع معنويات جنوده التي حطمتها جهود المقاومة بعملياتها النوعية.
وزارة الخارجية الفلسطينية من ناحيتها طالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية بتوثيق هذه الجريمة وغيرها لرفعها إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة قادة الاحتلال.
وكان ضابط مخابرات الاحتلال أطلق النار على رأس الصالحي من مسافة صفر، مباشرة أمام والدته بعد محاولة الأخير التصدي لعملية دهم منزله وحماية والدته ظنا منه بأن المقتحمين هم لصوص.
من هو الشهيد الصالحي؟
والشهيد الصالحي، من مواليد العام 1985م، في مخيم الفارعة، والتحق بمدارس المخيم، حيث حصل على شهادة الصف العاشر الأساسي. واعتقل الصالحي العام 2006م، بذريعة مقاومة الاحتلال والانتماء إلى حركة فتح الانتفاضة، وقضى 4 أعوام متواصلة داخل المعتقلات، متنقلا بين سجون "عوفر" و"مجدو"، ومؤخرا معتقل النقب الصحراوي.
كما حصل الشهيد على شهادة الثانوية العامة داخل الأسر، والتحق بعدها بالجامعة العبرية لدراسة البكالوريوس. وتوفي والده قبل عدة أشهر، وهو أعزب والابن الوحيد لوالديه وله أخت واحدة.++++